هل أخطأ مورينيو بالتعاقد مع كوادرادو؟

استطاع تشيلسي الانجليزي ومدربه المميز جوزيه مورينيو سرقة الأضواء في الميركاتو الشتوي بالتحركات التي وصفتها الصحافة الانجليزية حينها بالعبقرية لتعزيز صفوف الفريق دون الحاجة لدفع أموال طائلة، بل العكس استفاد بشكل مثالي من بيع نجمه اندري شورله إلى فولفسبورج بما يزيد عن 30 مليون يورو، وهي قيمة عالية للاعب غير أساسي مع الفريق.

وأكمل ذلك باستغلال أموال بيع شورله وإعارة محمد صلاح إلى فيورنتينا، بضم النجم الكولومبي كوادرادو من الفيولا ليكون صاحب الصفقة الأقوى في سوق الانتقالات بالدوري الانجليزي الممتاز.

ولكن إذا رجعنا لتحليل صفقة كوادرادو التي صنفت كأحد أفضل صفقات الشتاء على مر تاريخ البريمييرليج، هل هو ضالة تشيلسي بالفعل؟ هل يملك ما لا يملكه كل من شورله، صلاح ومن قبلهم دي بروين؟.

المقربون من نادي غرب لندن يلحظون بشكل واضح ضعف الجهة اليمنى في تشيلسي في السنتين الماضيتين تحديداً، فالفريق يملك جناحاً هو الأفضل في مركزه على الرواق الأيسر والمقصود بالطبع ادين هازارد، بينما على الجانب الآخر يعاني من غياب لاعب الجناح الفعّال والقادر على التسجيل وصناعة الأهداف.

ويليان مثلا الذي يشغل المركز هذا حاليا في تشكيلة مورينيو يقوم بواجبات رائعة في مساندة الدفاع والانضباط في الملعب وعدم فقدان الكرة بسهولة، ولكن هذا لا يكفي لفريق مثل تشيلسي، فهو يترك عجز في الفريق من ناحية النجاعة الهجومية وتنوع الخطورة بين الجهتين اليمنى واليسرى.

هذا ما دفع مورينيو للتفكير بتعزيز الجهة اليمنى بضم أحد الوجوه التي سطعت في مونديال البرازيل الماضي، أملاً بأن يؤدي بقوة في الجانب الهجومي والدفاعي، ويخفف الحمل على إدين هازارد المطالب في كل لقاء بصنع الفارق بمراوغاته وصناعة وتسجيل الأهداف.

مورينيو في حديث سابق تحدث عن الفارق بين تشيلسي الحالي وتشيلسي 2005 الذي صنع معه فريقاً لا يقهر، ولخص في أحد الفوارق هو غياب النجوم القادرين على قتل اللقاء والتسجيل من أنصاف الفرص وذكر بالتحديد لاعبي الأجنحة، داميان داف وآرين روبين بالإضافة إلى الانجليزي جوكول.

هذا الثلاثي كان بالفعل حل هجومي رائع للفريق وكثيراً ما أنهوا مباريات بل هم كانوا سبباً رئيسيا في نجاح خطة مورينيو باللعب بـ4-3-3.

وهذا مفقود حاليا بالفريق اللندني، ويليان لا يسجل وقليلاً ما يصنع، وشورله في السابق لم يكن منضبطاً من الناحية الدفاعية وصلاح لم يجد نفسه في الفريق.

وهنا يبدو أن كوادرادو لن يكون هو الحل لهذه المعضلة، فاللاعب أيضاً يعاني من سجل تهديفي عادي للغاية، وربما يصح أن نطلق عليه لقب الجناح التقليدي، الذي يؤدي الأدوار المطلوبة منه مع اجتهادات فردية من الجانب المهاري الجيد الذي يمتلكه ولكنه لم ولن يكون روبين أو داميان داف.

تشيلسي كان بحاجة لجناح ذو حلول أكبر وأن يجيد اللعب بقدمه اليسرى حتى يستطيع الدخول للمنطقة والتسديد بدلاً من الاكتفاء بلعب الكرات العرضية التي يصعب التعامل معها من قبل دييجو كوستا وهو محاصر برقابة شديدة من المدافعين.