- Hitchعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 1008
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 05/10/2013
كيف يبتلى الصالحون في الدنيا.
الجمعة 29 أغسطس 2014 - 16:32
كيف يبتلى الصالحون في الدنيا.
والله يقول في القرآن: (فلَنَحيينهم حياة طيبة)؟
قال ابن القيم رحمه الله :
في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )
وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، من طيب المأكل ، والمشرب ، والملبس ، والمنكح ، بل ربما زاد أعداء الله على أوليائه في ذلك أضعافاً مضاعفة ، وقد ضمن الله سبحانه لكل مَن عمل صالحاً أن يحييه حياة طيبة ، فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده ، وأي حياة أطيب من حياة اجتمعت همومه كلها ، وصارت هي واحدة في مرضات الله ، ولم يستشعب قلبه ، بل أقبل على الله ، واجتمعت إرادته ، وأفكاره التي كانت منقسمة ، بكل واد منها شعبة على الله ، فصار ذكر محبوبه الأعلى ، وحبه ، والشوق إلى لقائه ، والأنس بقربه ، وهو المتولى عليه ، وعليه تدور همومه ، وإرادته ، وتصوره ، بل خطرات قلبه ... .
" الجواب الكافي " ( ص 129 ، 130 ) .
وقال رحمه الله أيضاً :
وقد فُسرت الحياة الطيبة : بالقناعة ، والرضى ، والرزق الحسن ، وغير ذلك ، والصواب : أنها حياة القلب ، ونعيمه ، وبهجته ، وسروره بالإيمان ، ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ؛ فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ، ولا نعيم فوق نعيمه ، إلا نعيم الجنة
" مدارج السالكين " ( 3 / 259 ) .
قال ابن القيم - يصف حال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتنقل في أصناف من البلاء والاختبار - :
قال لي مرة - يعني : شيخ الإسلام - :
ما يصنع أعدائي بي ؟!
أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني ، إنّ حبْسي خلوة ، وقتْلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة " .
وكان يقول في محبسه في القلعة :
" لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة " ،
أو قال : " ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير " ، ونحو هذا .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس :
" اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله ،
وقال لي مرة :
" المحبوس من حُبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه " ،
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد/13 ، وعلم الله ما رأيتُ أحداً أطيب عيشاً منه قط ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم ، بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس ، والتهديد ، والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلباً ، وأسرهم نفساً ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحاً ، وقوةً ، ويقيناً ، وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فأتاهم من روحها ، ونسيمها ، وطيبها ، ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.
والله يقول في القرآن: (فلَنَحيينهم حياة طيبة)؟
قال ابن القيم رحمه الله :
في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )
وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، من طيب المأكل ، والمشرب ، والملبس ، والمنكح ، بل ربما زاد أعداء الله على أوليائه في ذلك أضعافاً مضاعفة ، وقد ضمن الله سبحانه لكل مَن عمل صالحاً أن يحييه حياة طيبة ، فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده ، وأي حياة أطيب من حياة اجتمعت همومه كلها ، وصارت هي واحدة في مرضات الله ، ولم يستشعب قلبه ، بل أقبل على الله ، واجتمعت إرادته ، وأفكاره التي كانت منقسمة ، بكل واد منها شعبة على الله ، فصار ذكر محبوبه الأعلى ، وحبه ، والشوق إلى لقائه ، والأنس بقربه ، وهو المتولى عليه ، وعليه تدور همومه ، وإرادته ، وتصوره ، بل خطرات قلبه ... .
" الجواب الكافي " ( ص 129 ، 130 ) .
وقال رحمه الله أيضاً :
وقد فُسرت الحياة الطيبة : بالقناعة ، والرضى ، والرزق الحسن ، وغير ذلك ، والصواب : أنها حياة القلب ، ونعيمه ، وبهجته ، وسروره بالإيمان ، ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ؛ فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ، ولا نعيم فوق نعيمه ، إلا نعيم الجنة
" مدارج السالكين " ( 3 / 259 ) .
قال ابن القيم - يصف حال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتنقل في أصناف من البلاء والاختبار - :
قال لي مرة - يعني : شيخ الإسلام - :
ما يصنع أعدائي بي ؟!
أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني ، إنّ حبْسي خلوة ، وقتْلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة " .
وكان يقول في محبسه في القلعة :
" لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة " ،
أو قال : " ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير " ، ونحو هذا .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس :
" اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله ،
وقال لي مرة :
" المحبوس من حُبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه " ،
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد/13 ، وعلم الله ما رأيتُ أحداً أطيب عيشاً منه قط ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم ، بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس ، والتهديد ، والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلباً ، وأسرهم نفساً ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحاً ، وقوةً ، ويقيناً ، وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فأتاهم من روحها ، ونسيمها ، وطيبها ، ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.
- أمير الاحساسعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 301
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 15/02/2014
رد: كيف يبتلى الصالحون في الدنيا.
الجمعة 29 أغسطس 2014 - 23:50
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وفي طرحك القيم
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك
الله يعطيك العاافيه
وبارك الله فيك وفي طرحك القيم
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك
الله يعطيك العاافيه
- دلوعة حبيبيعضو مجتمع حروف
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 8
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 31/08/2014
رد: كيف يبتلى الصالحون في الدنيا.
الأحد 31 أغسطس 2014 - 14:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسن الله تعالى اليك وبارك الله فيك
الله لا يحرمنا من جديدك
احسن الله تعالى اليك وبارك الله فيك
الله لا يحرمنا من جديدك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى