آلنيآت في رمضآن { آلجزء آلآول } | حروف ديزاين
+2
H a Z e M
Sa3B 2nSaK
6 مشترك
- Sa3B 2nSaKمؤسس مجتمع حروف
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 6440
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 09/07/2013
آلنيآت في رمضآن { آلجزء آلآول } | حروف ديزاين
الخميس 26 يونيو 2014 - 12:39
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له،
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
آمآ بعد :
يقول أبو طالب المكي - رحمه الله - كما في "قوت القلوب" (2/308):
النِيَّة الصالحة هي أول العمل الصالح، وأول العطاء من الله تعالى، وهي مكان الجزاء
وإنما يكون للعبد من ثواب الأعمال على حسب ما يهب الله تعالى له من النِيَّات،
فربما اتفق في العمل الواحد نِيَّات كثيرة على مقدار ما يحتمل العبد في النِيَّة، وعلى مقدار
علم العامل؛ فيكون له بكل نِيَّة حسنة، ثم يضاعف كل حسنة عشر أمثالها؛
لأنها أعمال تجتمع في عمل.
ومن خلال هذا الكلام السابق يتبين لنا أن الله يعطي الأجر على حسب ما يجمع
الإنسان من النِيَّات في العمل، فيعطي الله على كل نِيَّة أجر، ومن هنا يعظم الثواب
وتتضاعف الحسنات؛لذا كان هذا الموضوع (النِيَّات في رمضان،
وكيف تتضاعف الحسنات فيه؟) من الأهمية بمكان
وهذا أوان الشروع للكلام عن هذا الموضوع.
حيث سنتكلم في آلآجزآء آلعديدة آلقآدمة من آلموضوع
آلمؤلف بيد آلشيخ ندآ آبو آحمد جعله آلله في صآلح آعمآله و جزآه خيرآ
عن آلآسبآب آلتي تدفعنآ للقيآم بمختلف آلآعمآل آلصآلحة
في شهر رمضآن آلمعظم
و في آلجزء آلآول سنتحدث عن آلصيآم و لم نصوم
1ـ أَصُومُ لأن الصوم لا مِثْلَ له:
فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة أنه قال لرسول الله :
"مُرني بعمل أدخل به الجنة، فقال النبي : عليك بالصوم فإنه لا مثل له "
ـ وفي رواية عند النسائي: " عليك بالصوم، فإنه لا عدل له"
2ـ أَصُومُ لأن الصوم من أشرف العبادات:
فقد أضاف الله الصوم له، فهذا يدل على تشريفه دون سائر العبادات
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"قال الله: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي" (متفق عليه)
قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ:
كفى بقوله: "الصوم لي" فضلاً للصيام على سائر العبادات. اهـ
3ـ أَصُومُ لأن الصيام رفعة في الدرجـات، والله يعطي على الصيام ما لا يعطي على غيره:
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ:
المراد بقوله: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه
وتضعيف حسناته، وأما غيره من العبادات فقد اطَّلعَ عليها بعض الناس.
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ:
معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس، وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة
إلى ما شاء الله، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير.
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي أن الحبيب النبي قال:
"إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به"
(صحيح الترغيب:968)
وفي رواية لمسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدم يُضَاعفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ،
قَالَ اللَّهُ: إلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"
ولك أن تتخيل إذا قال الله الكريم "وأنا أجزي به" فكيف سيكون العطاء؟
4ـ أَصُومُ لأصل إلى مرتبة المُتَّقين، وهي من أفضل المنازل عند رب العالمين:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة:183]
قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية:
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. اهـ
والتقوى هي أعلى المراتب التي يصل إليها العبد المؤمن، وهي أصل كل خير،
ولهذا جمع الله الأوليين والآخرين، ثم وصاهم بوصية واحدة، فقال تعالى:
{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [النساء: 131]
قال الغزالي ـ رحمه الله ـ:
أليس الله تعالى أعلم بصلاح العبد من كل أحد، أوليس هو أنصح له وأرحم وأرأف
من كل أحد، ولو كانت في العالم خصلة هي أصلح للعبد، وأجمع للخير، وأعظم للأجر،
وأجل في العبودية، وأولى بالحال، وأنجح في المآل من هذه الخصلة التي هي التقوى؛
لكان الله أمر بها عباده.
فلما وصَّى الله بهذه الخصلة الواحدة وجمع الأوليين والآخرين من عباده في ذلك
واقتصر عليها، علمت أنها الغاية التي لا متجاوز عنها، ولا مقصود دونها،
وعلمت كذلك أنها الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، الكافية لجميع المهمات المبلغة
إلى أعلى الدرجات.
5ـ أَصُومُ لأن الصوم في الصيف جزاؤه الري والسقيا يوم العطش:
فقد أخرج البزار عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
"أن رسول الله بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا
الشِّراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة! قِفوا أخبركم بقضاء
قضاهُ الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً، قال: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ
قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف؛ سقاه الله يوم العطش"
الشِّراعُ: بكسر الشين المعجمة، هو قلاع السفينة.
فكان أبو موسى يتوخَّى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه.
6ـ أَصُومُ لأن الصوم في الشتاء: الغنيمة الباردة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن عامر بن مسعود عن رسول الله أنه قال:
"الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"(1) (صحيح الجامع: 3868)
وقال قتادة ـ رحمه الله ـ:
إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.
7ـ أَصُومُ لأن للصائم دعوة لا ترد:
أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر"
(صحيح الجامع:3031)
وأخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يُفطِر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم
فأَعْظِم به من دعاء تنطق به شفاه ذابلة من الصيام، يصعد إلى السماوات فما يرده – بكرمه – الرحمن.
8 ـ أَصُومُ حتى يكون خُلوف فمي أطيب عند الله من ريح المسك:
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال:
"والذي نفس محمدٍ بيده لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك".
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ:
خُلُوف الفم: رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة، لخلو المعدة من الطعام بالصيام،
وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، ولكنها عند الله طيبة، حيث إنها ناشئة
عن طاعته وابتغاء مرضاته، كما أن دم الشهيد يجئ يوم القيامة يثغب دماً، لونه لون
الدم وريحه ريح المسك.
قال ابن جماعة وابن حجر ـ رحمهما الله ـ:
وفيه: أن خُلُوف فم الصائم أفضل من دم الجريح في سبيل الله؛ لأن النبيقال في الشهيد:
"إن ريحه ريح المسك"، وقالفي خلوف الصائم: "أطيب من ريح المسك".اهـ
ومعنى طيب ريح خلوف الصائم عند الله: أن الصيام لما كان سراً بين العبد وبين ربه
في الدنيا، أظهره الله في الآخرة علانِيَّة للخلق؛ ليشتهر بذلك أهل الصيام، ويُعْرَفون
بصيامهم بين الناس لإخفائهم صيامهم في الدنيا.
وقال أبو حاتم ـ رحمه الله ـ:
شعار المؤمنين في القيامة: التحجيل بوضوئهم في الدنيا، فرقاً بينهم وبين سائر الأمم،
وشعارهم في القيامة بصومهم: طيبُ خُلُوفهم أطيب من ريح المسك؛ ليُعْرَفوا من ذلك الجمع
بذلك العمل. نسأل الله بركة هذا اليوم.
9ـ أَصُومُ حتى أفرح عند فطري، وأفرح عند لقاء ربي:
فقد أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي:
"للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه"
وفي رواية:"للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه"
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:
أما فرحة الصائم عند فطره: فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من
مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر
فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً
وأما فرحه عند لقاء ربه:
فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى:
{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرَاً} [المزمل:20]
10ـ أَصُومُ لأن الصوم جُنَّة عن الشهوات:
فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
"الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل".
وعند الإمام أحمد من حديث جابر عن النبي قال:
"يا كعب بن عُجرة: الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة برهان ـ أو قال: قربان ـ
يا كعب بن عُجرة، الناس غاديان: فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها".
وعند الإمام أحمد أيضاً من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما –
عن النبي قال: "خِصاء أمتي الصيام"
ففي الصوم كسر للشهوة، وقمع للشيطان بسد مسالكه وتضييق مجاريه؛ ولذلك وصفه الرسول
للشباب الذين ليس لهم قدرة على الزواج؛ ليُقوِّم أخلاقهم، ويكسر شهوتهم، ويعدل سلوكهم.
فقد أخرج البخاري من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله:
"يا معشر الشباب! مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج،
ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
ـ والوجاء: هو رضُّ عروق الخصية من غير إخراج لها (والرَّضُّ: الدق والكسر)
فيكون شبيهاً بالخِصاء.
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ:
الجنة: الوقاية والستر، وتبيَّن بالروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار.
قال عياض ـ رحمه الله ـ:
معناه: ستره من الآثام، أو من النار، أو من جميع ذلك، وبالأخير جزم النووي.
قال الشيخ عمر الأشقر ـ رحمه الله ـ: الصيام جنة ووقاية يقي العبد الذنوب والمعاصي،
والبغيض من الكلام، والسيئ من الفعال، وبذلك يتقي العبد النار.
قال المناوي ـ في "فتح القدير":الصوم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة. اهـ
لأنه يقمع الهوى، ويردع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان، فإن الشبع مجلبة للآثام،
منقصة للإيمـان؛ ولهذا قال النبي :
"ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه".
فإذا ملأ بطنه انتكست بصيرته، وتشوَّشت فكرته، وغلب عليه الكسل والنعاس؛ فيمنعه
عن العبادات، ويشتد غضبه وشهوته فيقع في الحرام
11ـ أَصُومُ لأن الصوم كفارة للخطيئات:
قال تعالى: {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 35]
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
" مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تّقَدَّم من ذنبه"
وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللهقال:
"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
وأخرج البخاري ومسلم من حديث حذيفة عن النبي قال:
"فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره؛ يكفرها الصيام، والصلاة والصدقة،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة قال: قال رسول الله:
"صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام يوم
عاشوراء، إني احتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله".
ولهذا قال "صاحب العدة": "ولذلك فإن الصيام لا يوجد شيء مثله من العبادات"
12ـ أَصُومُ لأن الصيام جُنَّة من النار:
أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عثمان بن أبي العاص عن النبي أنه قال:
"الصوم جُنَّة من عذاب الله". (صحيح الجامع: 3867)
وفي رواية: "الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال".
وعند أحمد بإسناد حسن عن جابر قال: قال رسول الله:
"الصيام جُنَّة يستجنُّ بها العبد من النار" (صحيح الجامع: 3868)
وعند أحمد بسند حسن عن أبي هريرة عن النبي قال:
"الصيام جُنَّة وحصن حصين من النار" (صحيح الجامع: 3880)
وأخرج ابن حبان بسند صحيح عن كعب بن عُجْرةَ قال: قال رسول الله:
"يا كعب بن عجرة: الناسُ غاديان: فغادٍ في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها.
يا كعب بن عُجْرةَ: الصلاةُ قربان، والصوم جُنَّة، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يذهبُ
الجليدُ على الصفا".
قال المناوي ـ رحمه الله ـ في "فيض القدير":
وقاية في الدنيا من المعاصي، بكسر الشهوة، وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار.
وقال أيضاً: الصوم جُنَّة من عذاب الله، فليس للنار عليه سبيل، كما لا سبيل لها على مواضع
الوضوء؛ لأن الصوم يغمر البدن كله فهو جُنَّة لجميعه برحمة الله من النار.
ولذلك قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ: حسبك بهذا فضلاً للصائم.
أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد عن النبي أنه قال:
"مَن صام يوماً في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً".
وعند النسائي من حديث عقبة بن عامر بلفظ:
"مَن صام يوماً في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام".
وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ: في سبيل الله: طاعة الله، فالمراد: مَن صام قاصداً وجه الله
وقال المناوي ـ رحمه الله ـ: في سبيل الله: أي لله ولوجهه، أو في الغزو، أو الحج.
وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة أن النبي قال:
"مَن صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض".
فإذا كان هذا بصيام يوم واحد نفلاً يباعد الله بينه وبين النار خندقاً مسافة خمسمائة عام،
فما ظنّك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!.
• فمن أراد أن تُعْتَق رقبته من النار فعليه بالصيام
فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني بإسناد حسن عن أبي أمامة عن النبي قال:
"لله عند كل فطر عتقاء "
ـ وفي رواية أخرى: "إن لله تعالى عند كل فطرٍ عتقاء من النار وذلك في كل ليلة "
(صحيح الجامع:2170)
فأَنْعِم به من شهر تُعْتَق فيه الرقاب من النار، ويُنَال فيه رحمة العزيز الغفَّار
13ـ أَصُومُ حتى يشفع لي الصوم عند الله يوم القيامة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله
قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة
فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان"
(صحيح الترغيب والترهيب:1/411) (صحيح الجامع:3776)
قال الألباني: أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.
14ـ أَصُومُ حتى أكون من جملة مَن يُنادَى عليهم من باب الرَّيان:
1- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد عن النبي قال:
"إن في الجنة باباً يقال له الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم،
فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد".
زاد الترمذي: "ومَن دخله لم يظمأ أبداً"
وزاد ابن خزيمة: "فإذا دخل آخرهم أُغلِق، ومَن دخل شرب، ومَن شرب لم يظمأ أبداً"
قال الزين بن المنير ـ رحمه الله ـ:
إنما قال: "في الجنة"، ولم يقل: "للجنة" ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم
والراحة ما في الجنة، فيكون أبلغ في التشويق إليه.
15ـ أَصُومُ لأن الصوم سبيلي إلى الجَنَّة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن حذيفة قال:
"أسندتُ النبي إلى صدري، فقال: مَن قال: "لا إله إلا الله " خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن صام
يوماً ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله
خُتِم له بها دخل الجنة "
وأخرج البزار عن حذيفة أن النبي قال:
"مَن خُتِمَ له بصيام يومٍ دخل الجنة" (صحيح الجامع: 6224)
قال المناوي ـ رحمه الله ـ: أي مَن ختم عمره بصيام يوم، بأن مات وهو صائم،
أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب.
قال ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ: إيجاب اللهالجنة للصائم يوماً واحداً، إذا جمع مع صومه صدقة،
وشهود جنازة، وعيادة مريض. واستشهد بالحديث الذي رواه بسنده، ورواه كذلك الإمام
مسلم من حديث أبي هريرةقال:
قال رسول الله:
"مَن أصبح منكم اليوم صائماً؟ فقال أبو بكر: أنا، فقال: مَن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟
قال أبو بكر: أنا، فقال: مَن تبِع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا، قال: مَن عاد
منكم اليوم مريضاً: قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله r: ما اجتمعت هذه الخصال
قط في رجل إلا دخل الجنة".
فالله. الله في الصيام... فإن الحُور تنادي وتقول لك:
أتطلب مثلي وعنِّي تنام ونوم المحبين عنَّا حرام
لأنا خُلقنا لكل امرئ كثير الصلاة براه الصيام
وأخرج الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله:
" إن في الجنة غرفاً يري ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن
أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام" (صحيح الجامع: 2119)
فهنيئاً للصائمين... هنيئاً لمَن أُعدَّت لهم هذه الغرف
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله:
"إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف في الجنة، كما تراءون الكواكب إلى السماء".
16ـ أَصُومُ حتى أكون في الجَنَّة مع الصِّدِّقين والشهداء:
فقد أخرج البزار وابن خزيمة بسند صحيح عن عمرو بن مُرَّة الجُهني قال:
"جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله. أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله،
وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فمن أنا؟
قال: من الصِّدِّيقين والشهداء "
قال ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ:
استحقاق قائمة اسم الصديقين والشهداء، إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره،
وكان مقيماً للصلوات الخمس، مؤدياً للزكاة شاهداً لله بالوحدانِيَّة مُقِراً للنبيبالرسالة.
يا معشر الصُّوَّام... صوموا عن الدنيا وعن الشهوات، وجاهدوا أنفسكم حتى تسمعوا
نداء الملائكة: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24]
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين
فمَن ترك لله في الدنيا طعاماً وشراباً مدة يسيرة، عوَّضه الله عنه طعاماً وشراباً لا ينفد،
ومَن ترك شهوته عوَّضه الله في الجنة أزواجاً لا يمتن أبداً
وصلنآ آلى نهآية آلجزء آلآول من موضوع آلنيآت في رمضآن
آلى آللفآء في جزء آخر
و تقبل آلله صيآمنآ صيآمكم
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له،
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
آمآ بعد :
يقول أبو طالب المكي - رحمه الله - كما في "قوت القلوب" (2/308):
النِيَّة الصالحة هي أول العمل الصالح، وأول العطاء من الله تعالى، وهي مكان الجزاء
وإنما يكون للعبد من ثواب الأعمال على حسب ما يهب الله تعالى له من النِيَّات،
فربما اتفق في العمل الواحد نِيَّات كثيرة على مقدار ما يحتمل العبد في النِيَّة، وعلى مقدار
علم العامل؛ فيكون له بكل نِيَّة حسنة، ثم يضاعف كل حسنة عشر أمثالها؛
لأنها أعمال تجتمع في عمل.
ومن خلال هذا الكلام السابق يتبين لنا أن الله يعطي الأجر على حسب ما يجمع
الإنسان من النِيَّات في العمل، فيعطي الله على كل نِيَّة أجر، ومن هنا يعظم الثواب
وتتضاعف الحسنات؛لذا كان هذا الموضوع (النِيَّات في رمضان،
وكيف تتضاعف الحسنات فيه؟) من الأهمية بمكان
وهذا أوان الشروع للكلام عن هذا الموضوع.
حيث سنتكلم في آلآجزآء آلعديدة آلقآدمة من آلموضوع
آلمؤلف بيد آلشيخ ندآ آبو آحمد جعله آلله في صآلح آعمآله و جزآه خيرآ
عن آلآسبآب آلتي تدفعنآ للقيآم بمختلف آلآعمآل آلصآلحة
في شهر رمضآن آلمعظم
و في آلجزء آلآول سنتحدث عن آلصيآم و لم نصوم
1ـ أَصُومُ لأن الصوم لا مِثْلَ له:
فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة أنه قال لرسول الله :
"مُرني بعمل أدخل به الجنة، فقال النبي : عليك بالصوم فإنه لا مثل له "
ـ وفي رواية عند النسائي: " عليك بالصوم، فإنه لا عدل له"
2ـ أَصُومُ لأن الصوم من أشرف العبادات:
فقد أضاف الله الصوم له، فهذا يدل على تشريفه دون سائر العبادات
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"قال الله: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي" (متفق عليه)
قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ:
كفى بقوله: "الصوم لي" فضلاً للصيام على سائر العبادات. اهـ
3ـ أَصُومُ لأن الصيام رفعة في الدرجـات، والله يعطي على الصيام ما لا يعطي على غيره:
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ:
المراد بقوله: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه
وتضعيف حسناته، وأما غيره من العبادات فقد اطَّلعَ عليها بعض الناس.
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ:
معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس، وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة
إلى ما شاء الله، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير.
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي أن الحبيب النبي قال:
"إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به"
(صحيح الترغيب:968)
وفي رواية لمسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدم يُضَاعفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ،
قَالَ اللَّهُ: إلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"
ولك أن تتخيل إذا قال الله الكريم "وأنا أجزي به" فكيف سيكون العطاء؟
4ـ أَصُومُ لأصل إلى مرتبة المُتَّقين، وهي من أفضل المنازل عند رب العالمين:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة:183]
قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية:
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. اهـ
والتقوى هي أعلى المراتب التي يصل إليها العبد المؤمن، وهي أصل كل خير،
ولهذا جمع الله الأوليين والآخرين، ثم وصاهم بوصية واحدة، فقال تعالى:
{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [النساء: 131]
قال الغزالي ـ رحمه الله ـ:
أليس الله تعالى أعلم بصلاح العبد من كل أحد، أوليس هو أنصح له وأرحم وأرأف
من كل أحد، ولو كانت في العالم خصلة هي أصلح للعبد، وأجمع للخير، وأعظم للأجر،
وأجل في العبودية، وأولى بالحال، وأنجح في المآل من هذه الخصلة التي هي التقوى؛
لكان الله أمر بها عباده.
فلما وصَّى الله بهذه الخصلة الواحدة وجمع الأوليين والآخرين من عباده في ذلك
واقتصر عليها، علمت أنها الغاية التي لا متجاوز عنها، ولا مقصود دونها،
وعلمت كذلك أنها الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، الكافية لجميع المهمات المبلغة
إلى أعلى الدرجات.
5ـ أَصُومُ لأن الصوم في الصيف جزاؤه الري والسقيا يوم العطش:
فقد أخرج البزار عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
"أن رسول الله بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا
الشِّراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة! قِفوا أخبركم بقضاء
قضاهُ الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً، قال: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ
قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف؛ سقاه الله يوم العطش"
الشِّراعُ: بكسر الشين المعجمة، هو قلاع السفينة.
فكان أبو موسى يتوخَّى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه.
6ـ أَصُومُ لأن الصوم في الشتاء: الغنيمة الباردة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن عامر بن مسعود عن رسول الله أنه قال:
"الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"(1) (صحيح الجامع: 3868)
وقال قتادة ـ رحمه الله ـ:
إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.
7ـ أَصُومُ لأن للصائم دعوة لا ترد:
أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر"
(صحيح الجامع:3031)
وأخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يُفطِر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم
فأَعْظِم به من دعاء تنطق به شفاه ذابلة من الصيام، يصعد إلى السماوات فما يرده – بكرمه – الرحمن.
8 ـ أَصُومُ حتى يكون خُلوف فمي أطيب عند الله من ريح المسك:
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال:
"والذي نفس محمدٍ بيده لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك".
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ:
خُلُوف الفم: رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة، لخلو المعدة من الطعام بالصيام،
وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، ولكنها عند الله طيبة، حيث إنها ناشئة
عن طاعته وابتغاء مرضاته، كما أن دم الشهيد يجئ يوم القيامة يثغب دماً، لونه لون
الدم وريحه ريح المسك.
قال ابن جماعة وابن حجر ـ رحمهما الله ـ:
وفيه: أن خُلُوف فم الصائم أفضل من دم الجريح في سبيل الله؛ لأن النبيقال في الشهيد:
"إن ريحه ريح المسك"، وقالفي خلوف الصائم: "أطيب من ريح المسك".اهـ
ومعنى طيب ريح خلوف الصائم عند الله: أن الصيام لما كان سراً بين العبد وبين ربه
في الدنيا، أظهره الله في الآخرة علانِيَّة للخلق؛ ليشتهر بذلك أهل الصيام، ويُعْرَفون
بصيامهم بين الناس لإخفائهم صيامهم في الدنيا.
وقال أبو حاتم ـ رحمه الله ـ:
شعار المؤمنين في القيامة: التحجيل بوضوئهم في الدنيا، فرقاً بينهم وبين سائر الأمم،
وشعارهم في القيامة بصومهم: طيبُ خُلُوفهم أطيب من ريح المسك؛ ليُعْرَفوا من ذلك الجمع
بذلك العمل. نسأل الله بركة هذا اليوم.
9ـ أَصُومُ حتى أفرح عند فطري، وأفرح عند لقاء ربي:
فقد أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي:
"للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه"
وفي رواية:"للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه"
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:
أما فرحة الصائم عند فطره: فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من
مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر
فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً
وأما فرحه عند لقاء ربه:
فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى:
{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرَاً} [المزمل:20]
10ـ أَصُومُ لأن الصوم جُنَّة عن الشهوات:
فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
"الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل".
وعند الإمام أحمد من حديث جابر عن النبي قال:
"يا كعب بن عُجرة: الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة برهان ـ أو قال: قربان ـ
يا كعب بن عُجرة، الناس غاديان: فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها".
وعند الإمام أحمد أيضاً من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما –
عن النبي قال: "خِصاء أمتي الصيام"
ففي الصوم كسر للشهوة، وقمع للشيطان بسد مسالكه وتضييق مجاريه؛ ولذلك وصفه الرسول
للشباب الذين ليس لهم قدرة على الزواج؛ ليُقوِّم أخلاقهم، ويكسر شهوتهم، ويعدل سلوكهم.
فقد أخرج البخاري من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله:
"يا معشر الشباب! مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج،
ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
ـ والوجاء: هو رضُّ عروق الخصية من غير إخراج لها (والرَّضُّ: الدق والكسر)
فيكون شبيهاً بالخِصاء.
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ:
الجنة: الوقاية والستر، وتبيَّن بالروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار.
قال عياض ـ رحمه الله ـ:
معناه: ستره من الآثام، أو من النار، أو من جميع ذلك، وبالأخير جزم النووي.
قال الشيخ عمر الأشقر ـ رحمه الله ـ: الصيام جنة ووقاية يقي العبد الذنوب والمعاصي،
والبغيض من الكلام، والسيئ من الفعال، وبذلك يتقي العبد النار.
قال المناوي ـ في "فتح القدير":الصوم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة. اهـ
لأنه يقمع الهوى، ويردع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان، فإن الشبع مجلبة للآثام،
منقصة للإيمـان؛ ولهذا قال النبي :
"ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه".
فإذا ملأ بطنه انتكست بصيرته، وتشوَّشت فكرته، وغلب عليه الكسل والنعاس؛ فيمنعه
عن العبادات، ويشتد غضبه وشهوته فيقع في الحرام
11ـ أَصُومُ لأن الصوم كفارة للخطيئات:
قال تعالى: {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 35]
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
" مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تّقَدَّم من ذنبه"
وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللهقال:
"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
وأخرج البخاري ومسلم من حديث حذيفة عن النبي قال:
"فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره؛ يكفرها الصيام، والصلاة والصدقة،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة قال: قال رسول الله:
"صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام يوم
عاشوراء، إني احتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله".
ولهذا قال "صاحب العدة": "ولذلك فإن الصيام لا يوجد شيء مثله من العبادات"
12ـ أَصُومُ لأن الصيام جُنَّة من النار:
أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عثمان بن أبي العاص عن النبي أنه قال:
"الصوم جُنَّة من عذاب الله". (صحيح الجامع: 3867)
وفي رواية: "الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال".
وعند أحمد بإسناد حسن عن جابر قال: قال رسول الله:
"الصيام جُنَّة يستجنُّ بها العبد من النار" (صحيح الجامع: 3868)
وعند أحمد بسند حسن عن أبي هريرة عن النبي قال:
"الصيام جُنَّة وحصن حصين من النار" (صحيح الجامع: 3880)
وأخرج ابن حبان بسند صحيح عن كعب بن عُجْرةَ قال: قال رسول الله:
"يا كعب بن عجرة: الناسُ غاديان: فغادٍ في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها.
يا كعب بن عُجْرةَ: الصلاةُ قربان، والصوم جُنَّة، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يذهبُ
الجليدُ على الصفا".
قال المناوي ـ رحمه الله ـ في "فيض القدير":
وقاية في الدنيا من المعاصي، بكسر الشهوة، وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار.
وقال أيضاً: الصوم جُنَّة من عذاب الله، فليس للنار عليه سبيل، كما لا سبيل لها على مواضع
الوضوء؛ لأن الصوم يغمر البدن كله فهو جُنَّة لجميعه برحمة الله من النار.
ولذلك قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ: حسبك بهذا فضلاً للصائم.
أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد عن النبي أنه قال:
"مَن صام يوماً في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً".
وعند النسائي من حديث عقبة بن عامر بلفظ:
"مَن صام يوماً في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام".
وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ: في سبيل الله: طاعة الله، فالمراد: مَن صام قاصداً وجه الله
وقال المناوي ـ رحمه الله ـ: في سبيل الله: أي لله ولوجهه، أو في الغزو، أو الحج.
وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة أن النبي قال:
"مَن صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض".
فإذا كان هذا بصيام يوم واحد نفلاً يباعد الله بينه وبين النار خندقاً مسافة خمسمائة عام،
فما ظنّك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!.
• فمن أراد أن تُعْتَق رقبته من النار فعليه بالصيام
فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني بإسناد حسن عن أبي أمامة عن النبي قال:
"لله عند كل فطر عتقاء "
ـ وفي رواية أخرى: "إن لله تعالى عند كل فطرٍ عتقاء من النار وذلك في كل ليلة "
(صحيح الجامع:2170)
فأَنْعِم به من شهر تُعْتَق فيه الرقاب من النار، ويُنَال فيه رحمة العزيز الغفَّار
13ـ أَصُومُ حتى يشفع لي الصوم عند الله يوم القيامة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله
قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة
فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان"
(صحيح الترغيب والترهيب:1/411) (صحيح الجامع:3776)
قال الألباني: أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.
14ـ أَصُومُ حتى أكون من جملة مَن يُنادَى عليهم من باب الرَّيان:
1- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد عن النبي قال:
"إن في الجنة باباً يقال له الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم،
فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد".
زاد الترمذي: "ومَن دخله لم يظمأ أبداً"
وزاد ابن خزيمة: "فإذا دخل آخرهم أُغلِق، ومَن دخل شرب، ومَن شرب لم يظمأ أبداً"
قال الزين بن المنير ـ رحمه الله ـ:
إنما قال: "في الجنة"، ولم يقل: "للجنة" ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم
والراحة ما في الجنة، فيكون أبلغ في التشويق إليه.
15ـ أَصُومُ لأن الصوم سبيلي إلى الجَنَّة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن حذيفة قال:
"أسندتُ النبي إلى صدري، فقال: مَن قال: "لا إله إلا الله " خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن صام
يوماً ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله
خُتِم له بها دخل الجنة "
وأخرج البزار عن حذيفة أن النبي قال:
"مَن خُتِمَ له بصيام يومٍ دخل الجنة" (صحيح الجامع: 6224)
قال المناوي ـ رحمه الله ـ: أي مَن ختم عمره بصيام يوم، بأن مات وهو صائم،
أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب.
قال ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ: إيجاب اللهالجنة للصائم يوماً واحداً، إذا جمع مع صومه صدقة،
وشهود جنازة، وعيادة مريض. واستشهد بالحديث الذي رواه بسنده، ورواه كذلك الإمام
مسلم من حديث أبي هريرةقال:
قال رسول الله:
"مَن أصبح منكم اليوم صائماً؟ فقال أبو بكر: أنا، فقال: مَن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟
قال أبو بكر: أنا، فقال: مَن تبِع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا، قال: مَن عاد
منكم اليوم مريضاً: قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله r: ما اجتمعت هذه الخصال
قط في رجل إلا دخل الجنة".
فالله. الله في الصيام... فإن الحُور تنادي وتقول لك:
أتطلب مثلي وعنِّي تنام ونوم المحبين عنَّا حرام
لأنا خُلقنا لكل امرئ كثير الصلاة براه الصيام
وأخرج الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله:
" إن في الجنة غرفاً يري ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن
أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام" (صحيح الجامع: 2119)
فهنيئاً للصائمين... هنيئاً لمَن أُعدَّت لهم هذه الغرف
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله:
"إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف في الجنة، كما تراءون الكواكب إلى السماء".
16ـ أَصُومُ حتى أكون في الجَنَّة مع الصِّدِّقين والشهداء:
فقد أخرج البزار وابن خزيمة بسند صحيح عن عمرو بن مُرَّة الجُهني قال:
"جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله. أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله،
وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فمن أنا؟
قال: من الصِّدِّيقين والشهداء "
قال ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ:
استحقاق قائمة اسم الصديقين والشهداء، إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره،
وكان مقيماً للصلوات الخمس، مؤدياً للزكاة شاهداً لله بالوحدانِيَّة مُقِراً للنبيبالرسالة.
يا معشر الصُّوَّام... صوموا عن الدنيا وعن الشهوات، وجاهدوا أنفسكم حتى تسمعوا
نداء الملائكة: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24]
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين
فمَن ترك لله في الدنيا طعاماً وشراباً مدة يسيرة، عوَّضه الله عنه طعاماً وشراباً لا ينفد،
ومَن ترك شهوته عوَّضه الله في الجنة أزواجاً لا يمتن أبداً
وصلنآ آلى نهآية آلجزء آلآول من موضوع آلنيآت في رمضآن
آلى آللفآء في جزء آخر
و تقبل آلله صيآمنآ صيآمكم
- H a Z e Mعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 402
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 30/04/2014
رد: آلنيآت في رمضآن { آلجزء آلآول } | حروف ديزاين
الجمعة 27 يونيو 2014 - 19:15
موضوع منسق , جميل
شكرا لك اخي
شكرا لك اخي
- AraB FoXعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 61
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 30/04/2014
رد: آلنيآت في رمضآن { آلجزء آلآول } | حروف ديزاين
الإثنين 30 يونيو 2014 - 21:34
شكرا لك
- huss9898ienعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 247
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 08/06/2014
رد: آلنيآت في رمضآن { آلجزء آلآول } | حروف ديزاين
السبت 5 يوليو 2014 - 14:48
شكراااااا لك على موضوع القيم
- سسعودعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 102
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 02/07/2014
رد: آلنيآت في رمضآن { آلجزء آلآول } | حروف ديزاين
الجمعة 11 يوليو 2014 - 1:31
يعططيك ربي الف الف عآفيهه .#!
ججزآكك الله خير اخخوي .#!
تحيآتي لك ولشخخصكك المميز .#!
سسسلمت أنآملك ي الغغغلا .#!
ودي لكـــ ، .#!
ججزآكك الله خير اخخوي .#!
تحيآتي لك ولشخخصكك المميز .#!
سسسلمت أنآملك ي الغغغلا .#!
ودي لكـــ ، .#!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى