تنين أزرق

مدخل ...


((تنين أزرق)):

هي قصة خيالية قمت بكتابتها ،كأول عمل لي في هذا القسم ،تدور أحداثها على ألسنة الحيوانات - أكرمكم الله - أتمنى أن تستمتعوا بقرائتها ، ومن لديه نقد فليتفضل مشكوراً..

~ ~ القصة ~ ~



في ذات الأيام كان عامر يسير بالغابة متنقلاً بين أشجارها و مستمتعا بأصوات وتغاريد طيورها ، فبينما هو كذلك إذ سمع أصوات من بعيد !



في بادىء الأمر اعتقد أنه يتوهم ،وكانت المسافة بينه وبين مصدر تلك الأصوات بعيده،فقال في نفسه ،والدهشة والحيرة ترتسم على وجهه مما رأى:



(أنا لا أتوهم )،ثم أخذ يقترب من مصدر الأصوات ؛وكانت المفاجأة : مجموعة من الحيوانات تتحدث فيما بينها!



(غزال ،قرد، حمار وحشي ،ونعامه) ،ثم أخذ يختبىء وراء شجرة قريبة منهم ،كبيرة الجذع حتى لا يراه أحد منهم ،ولم يصدق عامر مايرى ،وقال بسخرية:



(معقول ما أرى ،أأنا في بلاد العجائب ؟!)(1)



وفي أثناء ذلك لم ينتبه على نفسه ونسي - من هول الدهشة- أنه يتنصت على الحيوانات ،فأخذ يهُـز الأغصان بيده ،فاانتبهت الحيوانات أن هناك حركة تصدر من وراء الأشجار ، وعمت الضجة وعلت أصوات الحيوانات وتساءلت : (من هذا الذي يتنصت علينا)؟ ، وهمت بالذهاب لمصدر الصوت ،لكن القرد قال لهم :



(ابقوا مكانكم سأستكشف لكم الأمر وآتيكم بالخبر)



عندها أدرك أنه في خطر، فأخذ يركض بالغابة دون أن يعرف إلى أي مكان سيتجه؟



وبينما هو متخبط بالطريق أخذ القرد يتسلق على الأشجار ويبحث عن مصدر الصوت ، وفي الأخير رأى عامر ،وحاصره ،وقال له:



(كيف لإنسان أن يعرف هذا المكان ؟)



فأجابه عامر بسؤال :(كيف للحيوانات أن تتكلم )

تجاهله القرد ،ثم قال:



(لا أعرف كيف استطعت المجيء إلى هنا ؛كما أن هذه الغابة محظور على حيواناتها أن يحضروا شخصا غريبا ،وخاصة الإنسان،وأي فرد من الغابة يخالف القانون يتعرض للعقاب ،ولكن أعتقد أنك محظوظ لأن اليوم استثنائي



حيث إن التنين الأزرق رُزق بمولود ،وكل من في الغابة تقيم له احتفالا ).





عامر:



(أأصدقك القول ،حتى أنا نفسي لاأعلم كيف انتهى بي الحال إلى الوصول هنا؟..أرجوك أيها القرد ساعدني).





أطرق القرد برأسه قليلاً ، ثم قال:



(بما أن اليوم احتفال سيكون الجميع مشغول ،ولكن لابد أن أجد لك مخبأ ،ثم نفكر بعد ذلك على وسيلة لإخراجك من الغابة سالماً)





عامر:(شكرا لك..لن انسَ صنيعك معي)





القرد: (لنجد المخبأ ثم بعدها أشكرني)





أخذ الاثنان يسيران بين الحشائش الكثيفة ،يتقدم القرد عامر بمسافة تحسباً لأي خطر ، وإذ هما كذلك ؛إذ رأى القرد أعلى الجبل كهف مهجور


،فقال القرد فرحاً:



(أعتقد أنك محظوظ بالفعل يا صاحبي ،وجدت لك مأوى ومخبأ)





رد عامر :



(مستحيل ،أتريد مني أن أسكن في هذا المكان!)





فقال القرد:



(إذن تريد أن يجدونا ويُـطبق عليّ وعليك العقاب)





عامر:



(مستحيل مستحيل ،أوجد لي مكان آخر)





القرد:



( اسمع أيها البشري ، لاتنسَ أن الغابة بها احتفال ،وفي أي مكان سنتوجه إليه ربما يصادفنا أحدهم ،ولاتنسَ أن أصدقائي ينتظرون أن أتيهم بالخبر، ثم إن هذا المكان بعيد ومرتفع)





عامر ،والدهشة تعلو محياه:


تنين ؟!


(وما علاقتكم بهذا التنين ،ولماذا الجميع يشاركه احتفاله؟)







رد القرد غاضباً:



(أيها الوقح التنين الأزرق هو حاكم الغابة وسيدها)



قال عامر:



(متأسف ،لا أقصد الإهانة ،وإنما السؤال)







القرد:



(حسناً..لابأس)



سكتا الاثنان برهةً ،ثم أعاد القرد على عامر الاقتراح :"أيها البشري لابأس عليك من أن تبات الليلة هنا ،وسأفكر بطريقة آمنة لإخراجك من الغابة "





رد عامر بانزعاج:



( اسمي عامر..أرجوك لاتناديني بالبشري ثانيةً)







القرد :



إذن هل ستوافق يا عامر ؟







أجاب عامر:(نعم .فقط الليلة)





فقال القرد : (أجل الليلة ،وسأوفر لك الطعام والشراب قبل مغادرتي،وأرجوا منك أن لا تخرج من الكهف ابدأ،وأعدك أن آتي لك في الغد).





عامر:(أعدك).



انطلق القرد في طريقه عائداً لأصدقائه بعد أن وفر لعامر كل مايحتاجه،لكنه لم يجد منهم أحد ، فقال في نفسه :
(أجل لقد تأخرت كثيرا ،ولابد أنهم ذهبوا إلى الإحتفال) سوف ألحق بهم .





في الإحتفال.. الكل حاضر عدا القرد ، وكانت هناك أقاويل وهمس من الضباع في أذن التنين ، فالضباع تكره القرد وتنتظر فرصة للإيقاع به؛لأنه ذو مكانة عند التنين ويثق به كثيراً.





الضباع:


(أيها التنين لا نرى القرد في هذا الاحتفال ،ترى لما لم يحضر لتهنئتكم ؟)





التنين:(أجل أنا لا أراه ، لكن لابد أن شيئاً أخره).





الضباع:


(مهما يكن كان عليه أن يترك كل شيء ويشاركك فرحتك يالهُ من مقصر !)





التنين: (عندما يحضر سنعرف)



في هذه الأثناء وصل القرد ،وكان يشعر بأن هناك خطب ما ، لكنه لايعرف ماهو؟







التنين: (أيها القرد ماالذي أخرك عن الاحتفال؟)



أطرق القرد برأسه ،ولم يرد، فهو لم يتعود على الكذب ، كما أنه وعد عامر أن يساعده ،ومحال أن يفشي سرهُ .





رأت الضباع أن هذه الفرصة مناسبة للتشكيك بالقرد ،وهز ثقة التنين فيه ،فقالت :(أيها القرد اليوم هو مناسبة سعيدة للحاكم ، ماالذي أخرك عن تقديم التهنئة له ،وخاصة أنك ذو مكانه عنده؟؟).





لازال القرد ساكتاً ،ولم يتكلم ببنت شفه ،والتنين ينظر إليه ، وفي قرارت نفسه تمنى أن يقول القرد عذر مقبول لتأخره ، فهو مستشاره الذي يثق برأيه وحكمته.







ضج المكان بالكلام ،فقال أحدهم:
(أعتقد أن القرد يخفي أمرا ،ولا يريدنا أن نعرفه؟)







وقال آخر: (هو لايهتم بالحاكم ،لأنه ضمن مكانته عنده)،وكثر الكلام وارتفع







فقال التنين:



(أيها القرد..اسألك مرة أخرى ما الذي أخرك ؟)



(أخبرنا بالحقيقة وسنصدقك ،فلم نعهد عليك الكذب)







قال القرد: (سيدي الحاكم أرجوك اعفني عن الجواب في الوقت الراهن،وسأخبرك فيما بعد).







انتهزت الضباع هذه الفرصة وقالت:



(أيها الحاكم أنت تثق في القرد كثيرأ،لكنه لايريد إخبارك ،لابد أنه يُخفي شيئاً كبيراً).





احتار القرد ماذا يقول للتنين ،فهو لايريد أن يكذب ،ولايريد أن يغدر بعامر؟






"انتهى الفصل الأول"

__________________________________________________

• 
  
  (1)عامر يقصد لست في حكاية(أليس في بلاد العجائب)
  
  

مخرج..

سأوافيكم بالتكملة بعد أن أضع النهاية - بإذن الله - ،إلى ذلك الحين أترككم في رعاية الله وحفظه .

إن ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب 
هنا لقد استمتعت واستفدت أنا شخصيا"
من هذا الإبداع والتألق 
الله لا يحرمنا من مواضيعكِ الراقية 
وانتظر جديدكِ بفارغ الصبر 
ولكِ مني أرق وأجمل التحايا

تنين ازرق و فيل ازرق ههههه علي العموم شكرا علي الموضوع الرائع