بسم الله الرحمن الرحيم
ان للمجتمع خصال ضرورية لابد من توفرها حتى نسميه مجتمع وللاسف ان بعض
هذه الخصال هي سلبية في حد ذاتها ومنها وجود خصلة الهمجية..
الهمجية هي: اتخاذ قرار ما.. اما ان يكون سفرا ..واتباع للرمز ما .او ردة فعل تجاه فعل دون اعمال العقل فقط نتخيل ردة الفع المتوقعة من قبل الجماعة ارضاءا لها ونبعد العقل.
وهذا سبب وجود نزق وتسرع من قبل بعض الاشخاص حين ترى منه ردود افعال تلقائية.
فاننا نعجب ببعض المجتمعات الغربية اذا رايناهم ذوي تأنن في ردود افعالهم فحين
يطرح احد ما رايا فانهم يستمعون له ويحاورونه بهدوؤ..دون وجود حالة الصراخ والضوضاء...لاتقلق فان فيهم نسبة من الهمجية ايضا..اليسوا ينظرون الينا نحن
الشرقيين بنظرة سلبية..مع اننا كنا اسيادهم لعود طويله حتى ايام الجاهلية....
فان نظرتهم هذه ايضا همجية ولكن همجية بسبب النشأة والتربية وفكرة رسخت
في منذ الصغر وليست الهمجية اسلوكية المصاحبة لنا في كل موقف.
ماهو سبب وجود الهمجية؟
الجواب: ان الهمجية تنتج عن اوامر العقل الجمعي أي: تفاعل الفرد مع الجماعة التي ينتمي اليها اما انتماءا دائما كالقبيلة والعائلة والامه...او انتماءا مؤقتا كفريق كرة القدم
او الفصل الدراسي.
ان في كل جماعة هدف اجتماعها التعاون..والتعاون هو اسا كل اجتماع فاجتماع الاصدقاء اجتماع بغرض الصداقة أي تعاونوا على الصداقة...وكل اجتماع على الاطلاق سببه الرغبة في التعاون.
فان فيها نسبة من الهمجية لان الجماعة حتى تنشأ تحتاج الى خطوط عريضى ليقيموا بها اوضاعهم ومواقفهم فهذه الخطوط العريضة(الاعراف) هي العقل الجمعي.
وكل جماعة عقلها الجمعي يختلف عن العقل الاخر للجماعة الاخرى..بنسب متفاوته
والنسبة تعتمد حجم هذا العقل.
ان العقل الجمعي يتكون من خلايا وانسجه ...
فاما خلاياه:فهي التجارب والخبرة
واما الانسجة: فهي الاعراف التي نتجت على اساس تلك الخبرة.
ونحن نسمي تلك الاعراف كجتمعة :بالثقافة.
وفي علم الاجتماع تقسم الثقافة الى قسمين:
1-ماديات..مثل: مواد البنا وسائل النقل وسائل الاتصالات واللباس وكل ماللمرء ان يقتنيه.
2-معنويات..مثل: اللغة ..المعتقد..الايديولوجيا والاخلاق.
فالافرادهم في المجتمع كاعضاء جسم الكائن الحي...اذا رفض احد ثقافة هذا المجتمع
فانه يقابل اما بالقتل او الطرد...كما يفعل جسم الانسان حينما يقابل الاجسام الغريبة
ان الهمجية في المجتمع تقل اذا قوي العقل الجمعي وتزيد اذا ضعف وصغر.
ويكبر ويصغر بزيادة وقلة الاعراف.
والعقل الجمعي هو حاجة للنسان:فان الاعراف لم تكن من قبل شخص واحد او من ميدان واحد ..بل انها اتت من تجارب عديدة وكثير جعلت هذا المجتمع يتقلد هذه الاعراف..لحاجته اليها حتى يعرف كيف يقيم الواحد منهم الاخر.
ولكن قد يكون من هذه الاعراف ماهو خاطئ ومضر.
فربما ينشأ بين هؤلاء الناس احد لايقبل هذا الثقافة ولكن تراه يتصنع لهم حتى يامن جانبهم ولعله مع مرور الوقت يترجمها عقله بان الذي يفرض عليه هو يحبه ايضا,وتلك الاوامر والاعراف الغبية هي بالصل رغباته فتطمس شخصيته الحقييقية ويلبس لباس ليس لباسة فيكون شخصا فاشلا لاينفع...لان همه ارضاء من حوله فيكون في حالة ترقب دائمة لرغباتهم واما رغباته هو ..اراءه هو فلا يفكر فيها لانها ناقوس خطر بسبب مخالفتها لمن حوله.
وللعقل الجمعي دور بالغ جدا في تركيب تفكير الانسان..فكلما زادت اعراف هذا المجتمع وصارت تتدخل حتى في تفكير الفرد فان قدرته المخيلية تكون ضعيفة ويصبح هذا المجتمع مجتمع متبلد كالخليجيين..ترى الخليجي شديد البلادة وضعيييييف العقل وبطييييئ الاستيعاب ...بسبب: (كثرة الاعراف عندهم)...ففي كل شيئ ترى الاعراف
ولايستوعبون مساله الاختلاف ..انهم مجتمع خانق يصعب العيش فيه بعقل كامل
مجتمع قاتل للروح وللنفس الاريحية...
فاعرافهم كلها مسلمات:
مسلمات في اللباس..مسلمات في طريقة الكلام..مسلمات في طريقةالتفكير..
مسلمات في اتخاذ المواقف كالرفض والقبول..مسلمات في الذوق..مسلمات في ردود الافعال كالضحك والابتسامة والتعليق ...مسلمات في طريقة قضاء الوقت.
فذا كان واحد منهم يخلو بنفسه ويسرح بافكار تاتي به وتذهب ايضا لن يتجرأ على ان يطلق العنان لخياله في عالم الخيال المفتوح الواسع..فلا يفكر بفكرة جديدة في الشعر
ولا فكرة جديدة في كسب الرزق...اناس كانهم خرجوا من مصنع واحد..ولهذا السبب
يحتقرهم جيرانهم العرب ويرونهم انهم ليسوا بشرا بل بهائم لاتنفع.
فالمصري والشامي والعراقي واليمني: كل هذه الشعوب شعوب خلاقة يكثر فيها الابداع بسبب قلة اعرافم.
فكلما زادت الاعراف رايت الجمود والتخندق والصنمية..وكلما قلت رايت فسحة في العيش وهدوؤا في النفس واستقرارا ...انما هي مراعاة تراعي الناس اكثر ام تراعي نفسك اكثر.