- عمرو المصرىعضو متألق
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 1536
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 23/08/2013
منزلة السنة ومكانتها في الشريعة
السبت 15 مارس 2014 - 10:43
منزلة السنة ومكانتها في الشريعة
تتبوأ ..
السنة منزلة عظيمة في الإسلام ، فهي التطبيق العملي لما في كتاب الله ، وقد جاءت عاضدة لآياته ، كاشفة
لغوامضه ، مجلية لمعانيه ، شارحة لألفاظه ، موضحة لمبهمه ، كما أنها جاءت بأحكام لا توجد في كتاب الله ،
ولم ينص عليها فيه ، وهي لا تخرج عن قواعده وغاياته ، فلا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال ، وذلك
لأهميتها العظمى في فهم دين الله والعمل به .
وقد أوضح العلماء أوجه السنة مع القرآن ،
وأنها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
أن تأتي مؤكدة لآيات من القرآن الكريم ، و مثاله أحاديث وجوب الصلاة و الزكاة والصوم والحج ،
كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
(بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان)
رواه البخاري ،
فهذا الحديث مؤكد لقوله تعالى في شأن الصلاة والزكاة:
{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة }
( البقرة: 83) ،
ولقوله تعالى في شأن الصوم:
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
(البقرة: 183) ،
ولقوله تعالى في شأن الحج:
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }
(آل عمران: 97).
النوع الثاني:
أن تأتي مبينة لكتاب الله ،
قال سبحانه:
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}
(النحل: 44)،
وبيان السنة للقرآن يتمثل في عدة جوانب ،
منها:
1. بيان مجمله:
فقد جاءت كثير من أحكام القرآن العملية مجملة ، فبينت السنة إجمالها ، ومن ذلك أن الله أمر بأداء الصلاة من
غير بيان لأوقاتها و أركانها وركعاتها وغير ذلك ، فبينت السنة كل ذلك بـ فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتعليمه لأصحابه كيفيتها ، وأمره لهم بأدائها كما أداها ،
فقال صلى الله عليه وسلم:
(صلوا كما رأيتموني أصلي)
رواه البخاري ،
وفرض الله الزكاة من غير بيان لــ مقاديرها وأوقاتها وأنصبتها ، وما يزكَّى وما لا يزكَّى ، فــ جاءت السنة ببيان كل
ذلك وتفصيله ، وشرع الله الحج من غير أن يبين مناسكه ، فبين صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله تلك المناسك
وقال في حجة الوداع :
(لتأخذوا عني مناسككم)
رواه مسلم ،
وكذلك بين صلى الله عليه وسلم أحكام الصوم مما لم ينص عليه في الكتاب ، وأحكام الطهارة والذبائح والصيد
والأنكحة ، و أحكام البيوع و الجنايات والحدود ، وغير ذلك مما وقع مجملاً في القرآن وفصله النبي صلى الله
عليه وسلم.
2. تخصيص عامه:
فقد وردت في القرآن أحكام عامة جاءت السنة بتخصيصها ، ومن ذلك
قوله تعالى:
{يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}
(النساء: 11) ،
فهذه الآية عامة في كل أصل موروث ، فخصص صلى الله عليه وسلم ذلك بغير الأنبياء
فقال عليه الصلاة والسلام:
(لا نوْرَثُ ما تركنا صدقة)
رواه البخاري.
3. تقييد مطلقه:
فقد ورد في القرآن آيات مطلقه جاءت السنة بتقييدها ، ومن ذلك
قوله تعالى:
{من بعد وصية يوصي بها أو دين}
(النساء: 11) ،
فأمرت الآية بإخراج الوصية من مال الميت ولم تحدد مقدارها ، فجاءت السنة مقيدة للوصية بالثلث.
4. توضيح المشكل:
فقد أشكل فهم بعض الآيات على الصحابة ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضح لهم ما أشكل
عليهم ، ومن ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه
قال:
لما نزلت هذه الآية
{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}
(الأنعام: 82) ،
شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقالوا:
أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إنه ليس بذاك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان:
{إن الشرك لظلم عظيم }
(لقمان: 13) ،
ففهم الصحابة رضوان الله عليهم أن المراد بالظلم في الآية عموم الظلم ، فيدخل في ذلك ظلم الإنسان
نفسه بتقصيره في بعض الحقوق ، فأزال صلى الله عليه وسلم هذا الإشكال بأن الظلم ليس على عمومه ،
وإنما المقصود منه أعظم أنواع الظلم الذي هو الشرك بالله عز وجل.
وهذان النوعان السنة المؤكدة والسنة المبينة لم يخالف فيهما أحد من أهل العلم.
النوع الثالث:
أن تأتي السنة بأحكام زائدة على ما في القرآن ، فتوجب أمراً سكت القرآن عن إيجابه ، أو تحرم أمراً سكت
القرآن عن تحريمه ، ومن أمثلة هذا النوع الأحاديث التي تحرم الجمع بين المرأة وعمتها و المرأة و خالتها ،
وتحريم الحمر الأهلية ، وكل ذي ناب من السباع ، وغير ذلك.
وهذا النوع..
وإن كان زائداً على ما في القرآن إلا أنه تشريع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مما يجب
طاعته فيه ولا تحل معصيته امتثالاً لما أمر الله به من طاعة رسوله ،
قال تعالى:
{من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا}
(النساء: 80).
وبهذا نتبين منزلة السنة ومكانتها في الشريعة ، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال ، بل لا يمكن
أن يفهم الكتاب بمعزل عن السنة ، وأي دعوة لفصل أحدهما عن الآخر إنما هي دعوة ضلال وانحراف ،
وهي في الحقيقة دعوة إلى هدم الدين وتقويض أركانه والقضاء عليه من أساسه.
تتبوأ ..
السنة منزلة عظيمة في الإسلام ، فهي التطبيق العملي لما في كتاب الله ، وقد جاءت عاضدة لآياته ، كاشفة
لغوامضه ، مجلية لمعانيه ، شارحة لألفاظه ، موضحة لمبهمه ، كما أنها جاءت بأحكام لا توجد في كتاب الله ،
ولم ينص عليها فيه ، وهي لا تخرج عن قواعده وغاياته ، فلا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال ، وذلك
لأهميتها العظمى في فهم دين الله والعمل به .
وقد أوضح العلماء أوجه السنة مع القرآن ،
وأنها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
أن تأتي مؤكدة لآيات من القرآن الكريم ، و مثاله أحاديث وجوب الصلاة و الزكاة والصوم والحج ،
كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
(بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان)
رواه البخاري ،
فهذا الحديث مؤكد لقوله تعالى في شأن الصلاة والزكاة:
{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة }
( البقرة: 83) ،
ولقوله تعالى في شأن الصوم:
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
(البقرة: 183) ،
ولقوله تعالى في شأن الحج:
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }
(آل عمران: 97).
النوع الثاني:
أن تأتي مبينة لكتاب الله ،
قال سبحانه:
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}
(النحل: 44)،
وبيان السنة للقرآن يتمثل في عدة جوانب ،
منها:
1. بيان مجمله:
فقد جاءت كثير من أحكام القرآن العملية مجملة ، فبينت السنة إجمالها ، ومن ذلك أن الله أمر بأداء الصلاة من
غير بيان لأوقاتها و أركانها وركعاتها وغير ذلك ، فبينت السنة كل ذلك بـ فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتعليمه لأصحابه كيفيتها ، وأمره لهم بأدائها كما أداها ،
فقال صلى الله عليه وسلم:
(صلوا كما رأيتموني أصلي)
رواه البخاري ،
وفرض الله الزكاة من غير بيان لــ مقاديرها وأوقاتها وأنصبتها ، وما يزكَّى وما لا يزكَّى ، فــ جاءت السنة ببيان كل
ذلك وتفصيله ، وشرع الله الحج من غير أن يبين مناسكه ، فبين صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله تلك المناسك
وقال في حجة الوداع :
(لتأخذوا عني مناسككم)
رواه مسلم ،
وكذلك بين صلى الله عليه وسلم أحكام الصوم مما لم ينص عليه في الكتاب ، وأحكام الطهارة والذبائح والصيد
والأنكحة ، و أحكام البيوع و الجنايات والحدود ، وغير ذلك مما وقع مجملاً في القرآن وفصله النبي صلى الله
عليه وسلم.
2. تخصيص عامه:
فقد وردت في القرآن أحكام عامة جاءت السنة بتخصيصها ، ومن ذلك
قوله تعالى:
{يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}
(النساء: 11) ،
فهذه الآية عامة في كل أصل موروث ، فخصص صلى الله عليه وسلم ذلك بغير الأنبياء
فقال عليه الصلاة والسلام:
(لا نوْرَثُ ما تركنا صدقة)
رواه البخاري.
3. تقييد مطلقه:
فقد ورد في القرآن آيات مطلقه جاءت السنة بتقييدها ، ومن ذلك
قوله تعالى:
{من بعد وصية يوصي بها أو دين}
(النساء: 11) ،
فأمرت الآية بإخراج الوصية من مال الميت ولم تحدد مقدارها ، فجاءت السنة مقيدة للوصية بالثلث.
4. توضيح المشكل:
فقد أشكل فهم بعض الآيات على الصحابة ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضح لهم ما أشكل
عليهم ، ومن ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه
قال:
لما نزلت هذه الآية
{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}
(الأنعام: 82) ،
شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقالوا:
أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إنه ليس بذاك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان:
{إن الشرك لظلم عظيم }
(لقمان: 13) ،
ففهم الصحابة رضوان الله عليهم أن المراد بالظلم في الآية عموم الظلم ، فيدخل في ذلك ظلم الإنسان
نفسه بتقصيره في بعض الحقوق ، فأزال صلى الله عليه وسلم هذا الإشكال بأن الظلم ليس على عمومه ،
وإنما المقصود منه أعظم أنواع الظلم الذي هو الشرك بالله عز وجل.
وهذان النوعان السنة المؤكدة والسنة المبينة لم يخالف فيهما أحد من أهل العلم.
النوع الثالث:
أن تأتي السنة بأحكام زائدة على ما في القرآن ، فتوجب أمراً سكت القرآن عن إيجابه ، أو تحرم أمراً سكت
القرآن عن تحريمه ، ومن أمثلة هذا النوع الأحاديث التي تحرم الجمع بين المرأة وعمتها و المرأة و خالتها ،
وتحريم الحمر الأهلية ، وكل ذي ناب من السباع ، وغير ذلك.
وهذا النوع..
وإن كان زائداً على ما في القرآن إلا أنه تشريع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مما يجب
طاعته فيه ولا تحل معصيته امتثالاً لما أمر الله به من طاعة رسوله ،
قال تعالى:
{من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا}
(النساء: 80).
وبهذا نتبين منزلة السنة ومكانتها في الشريعة ، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال ، بل لا يمكن
أن يفهم الكتاب بمعزل عن السنة ، وأي دعوة لفصل أحدهما عن الآخر إنما هي دعوة ضلال وانحراف ،
وهي في الحقيقة دعوة إلى هدم الدين وتقويض أركانه والقضاء عليه من أساسه.
- Sa3B 2nSaKمؤسس مجتمع حروف
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 6440
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 09/07/2013
رد: منزلة السنة ومكانتها في الشريعة
السبت 15 مارس 2014 - 15:31
موضوع اكثر من رائع
بوركت
بوركت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى