مجتمع حروف | عالم تعشقه الأقلام ®
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
عمرو المصرى
عمرو المصرى
عضو متألق
عضو  متألق
[ ڪِتـابَاتِيّ : 1536
[ جِنسك : ذكر
- [ آلتًسجيلٍ » : 23/08/2013

الدعاء بالسرطان بين الجواز والمنع ؟! رؤية فقهية Empty الدعاء بالسرطان بين الجواز والمنع ؟! رؤية فقهية

الجمعة 28 فبراير 2014 - 12:52

لدعاء بالسرطان بين الجواز والمنع ؟!
رؤية فقهية



د . عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
almoaede@hotmail.com


طلب من بعض الفضلاء التعليق حول لقاء بعض المشايخ وطلبة العلم مع وزير العمل والتركيز حول الحكم الفقهي للدعاء على المعين؟!
وأقول مستعيناً بالله تعالى أن هاهنا أمور لابد من الوقوف حولها، ومسائل لابد من تحريرها ومن ذلك :

أن المدعو عليه لا يخلوا من حالين :
الحالة الأولى:أن يكون المدعو عليه كافراً فهذا لا خالف بين الفقهاء في مشروعية الدعاء عليه لأدلة كثيرة منها قوله تعالى حكاية عن نوح : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً "، ولما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء على قريش وغيرها، ومن ذلك ماجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : " اللهم اشدد وطأتك على مضر؛ اللهم أجعلها عليهم سنين كسني يوسف ". وغير ذلك من الأحاديث .

الحالة الثانية :أن يكون المدعو عليه مسلماً ظالماً :
وهذا أيضاً لا يخلو من حالين :
الأولى :أن يكون ظالماً للمسلمين ومجاهراً بظلمه، فقد نص الفقهاء بلا خلاف ( أنه يستحب ) الدعاء عليه جهراً، ليندفع ظلمه وأذاه عن الناس، وهذا في حال كل ظالم متمرد عم ظلمه أو كثر، أو تكرر، والداعي على الظالم مأجور على دعوته، لأنه لم يدعو لحظ نفسه، وقد نص على هذا غير واحد من العلماء، منهم ابن العربي، والقرطبي، وابن مفلح وغيرهم .
ولكن هنا أمر لابد من التفطن له، وهو أنه لابد من تحرير مناط الحكم هنا، فلابد من معرفة من هو الظالم ؟ وهل هذا الشخص الذي وقع منه ظلم يعتبراً ظالماً في الشرع أم له عذر يعذر به من جهل أو اجتهاد، والمقصود أنه لابد من تحقق أن الشخص وقع من الظلم وأنه ليس معذوراً فيما هو فيه شرعاً .

الثانية :أن يكون الظالم المسلم ليس مجاهراً بظلمه، فهذا يجوز باتفاق الفقهاء للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، والأفضل للمظلوم أن يصفح، والأفضل منه أن يدعو له بالهداية ! بل يستحب له عند الفقهاء أن يستغفر له ؟!!

ومن هنا نفهم جهل بعض الكتاب والذين يفهم من كلامهم الإنكار على الدعاء على الظالم، ويقيسون الأمور بعقولهم، ومن المحزن أن يأتي كاتب جاهل في الشريعة فيتكلم عن أحكامه بعقله وجهله؟! وكم بلينا اليوم بهؤلاء الكتاب، ومن عجيب هذا الأمر أن أحد الكتاب وهو طارق إبراهيم كتب في جريدة الوطن ينكر على المشايخ وهو لا يفرق بين سور القرآن ويخبط خبط عشواء ؟!
ولذا فقد أحسن بعض الكتاب يوم ترك الحكم الشرعي لأهله، وهذا ليس بمستغرب على مثله وفقه الله .

وهنا أمر مهم أرى من الواجب التنبه له،وهو لماذا يصر وزير العدل على هذه السياسية المخالفة لمنهج الكتاب والسنة وعليهما قامت هذه الدولة المباركة ويخالف المرجعية التي أمرنا ولي الأمر بعدم التعدي عليها وهي هيئة كبار العلماء ؟!!

نعم هذا الأسلوب قد لا يوافق عليه من قاله، ولكن لماذا لا تكون هناك شجاعة وهبة عند هؤلاء الكتاب ويقولونإنّ وزير العمل قد أفسد المرأة بمقرراته وما القضايا التي تطلعنا بها الصحف من الخلوات والتحرش إلا نتاج هذا الوزير ؟!!

فائدة :انتشر بين الناس وصف مرض السرطان بـ " الخبيث " وهذا له حالان :
الحالة الأولى :أن يراد بتلك الكلمة وصف المرض أنه من النوع الذي ينتشر في الجسم ، ويحدث أضراراً بالغة، وضده ما يطلق عليه الأطباء لفظ " الحميد " .
فهذا الوصف جائز، لأنه ليس المقصود منه إلا التعريف بالمرض ، وإن كان الأولى الإتيان بكلمة أخرى أو وصف آخر غير هذا الوصف "الخبيث" تأدباً في اختيار الألفاظ المناسبة .

الحالة الثانية :أن يطلق لفظ " الخبيث " على مرض السرطان على سبيل السب له بذلك فأقل أحوال حكم هذه التسمية : الكراهة، وقد كان شيخنا ابن عثيمين – رحمه الله – يمنع من تسمية هذا المرض بهذا الاسم، وهو من مات به، وقد ورد في الحديث النهي عن سب "مرض الحمَّى" ؛ لأنها من قدَر الله تعالى ، وهي تكفِّر خطايا المسلم ، ويستفاد منه النهي عن سب عموم الأمراض ؛ لاشتراك الأمراض كلها في كونها من قدر الله تعالى ، ومن كونها مكفِّرة للخطايا . وفي مسلم من حديث جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ أُمِّ السَّائِبِ قَالَتْ : الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لها : ( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله : " الحمَّى " هي السخونة ، وهي نوع من الأمراض وهي أنواع متعددة ، ولكنها تكون بقدَر الله عز وجل ، فهو الذي يقدِّرها وقوعاً ، ويرفعها سبحانه وتعالى ، وكل شيءٍ من أفعال الله فإنه لا يجوز للإنسان أن يسبَّه ؛ لأن سبَّه سبٌّ لخالقه جل وعلا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الدهر : فإن الله هو الدهر ) ...فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبِّها .وعلى المرء إذا أصيب أن يصبِر ويحتسب الأجر على الله عز وجل ، وأخبر أنها تُذهب بالخطايا كما يُذهب الكير بخبَث الحديد ، فإن الحديد إذا صُهر على النار ذهب خبثه وبقي صافياً كذلك الحمى تفعل في الإنسان ... .المهم : أن الإنسان يصبر ويحتسب على كل الأمراض ، لا يسبها" انتهى.


وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : والدي توفي بمرض سرطان خبيث ، من مرضه وإلى وفاته خمسة أشهر ، فهل يُعتبر شهيداً ؟ وهل هذا المرض الخبيث يمحو جميع الذنوب التي عليه ؟ فأجاب : "إذا صبر المسلم على المرض واحتسب الأجر : فله الأجر عند الله ، ولا يعتبر الميت بالسرطان شهيداً ؛ لعدم الدليل على ذلك ، ولكن المسلم يرجى له الخير . ويكره وصف المرض بأنه خبيث" انتهى .
والله من وراء القصد ،،،،
2riadh
المشاركات: 10195
نقاط التميز: 4549


عضو أساسي




العراق
عدد الأيام منذ الإنضمام: 1310
معدل المشاركات في اليوم: 7.78

19:18 - 01/05 معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أضف رد سريع بإقتباس لهذا الرد أرسل رسالة خاصة لهذا العضو لفت انتباه المشرف الى هذه المشاركة
avatar
Mixlogy
عضو متألق
عضو  متألق
[ ڪِتـابَاتِيّ : 540
- [ آلتًسجيلٍ » : 13/07/2013

الدعاء بالسرطان بين الجواز والمنع ؟! رؤية فقهية Empty رد: الدعاء بالسرطان بين الجواز والمنع ؟! رؤية فقهية

الجمعة 28 فبراير 2014 - 17:32
موضوع رائع
بارك الله فيك اخي عمرو
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى