الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخولقصة قصيره.. أفضل أصدقاء الإنسان
2 مشترك
Sa3B 2nSaKمؤسس مجتمع حروف
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 6440
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 09/07/2013
قصة قصيره.. أفضل أصدقاء الإنسان
الإثنين 2 مارس 2015 - 15:16
قصة .. أفضل أصدقاء الإنسان
كلب واحد كاف، أكثر من كاف. نبهت المرأة زوجها:"
ما من داع للمزيد منهم." استمع إليها دون أن يفوه بكلمة. تلك هي
عادته. كانت حياته فارغة و كان يريد أن يملأها على نحو يسره،
و يسره هو فقط. بعد قدوم أول حيوان قدم آخرون، ما مجموعه أربعة
تقريبا، و كانت زوجته تتذمر كلما شعرت بضرورة ذلك. كان دائما يستمع
لكل كلمة تقولها لأنه لم يكن لديه خيار، و لكنه لم يدخل في جدال
مطلقا .
اعتاد أن يؤكد لنفسه:" ستدركين ذات يوم.
ذات يوم." لم يشأ مجابهة زوجته بذلك، وإنما انتظر أن تتوصل إلى
النتيجة بنفسها. عاشا وحيدين منذ ليلة زفافهما. تذكر قولها له بشيء من
الفخر:" سنصبح سعداء و نحن محاطون بالأطفال الذين سوف يكونون شبيهين
بنا. الأطفال لطفاء. إنهم نعمة إلهية. سنملأ بهم البيت."
" فعلا يا حبيبتي." يتذكر إجابته لها، رغم أنه لم يشعر مطلقا بأي ميل خاص لفكرة أن يكون أبا.
" أتمنى لكما أن تنجبا توأما، طفلا و طفلة." يتذكر قول أحد ما في حفل الزفاف. و كرر ذلك كل من سمع النخب.
انقضت
السنون الطوال كلمح البرق دون أن تجلب أي أطفال. مكث سكون ليلة الزواج
في مكان ما داخل جدران البيت و ظل ينشر نفوذه بشكل يجعل الزوجين
يخوضان أحيانا خلافا حول لا شيء.
" أنت التي تبدأين دائما.
دائما أنت." يدمدم الرجل، شاعرا بالرضى عن نفسه لكونه، على الأقل،
لم يسمح للسانه أن يأخذه بعيدا.
" دائما أنا، تقول؟. ربما
أنا أبدأ، و لكن دائما أنت تواصل." و على نحو يشبه تأدية الواجب
تواصل المرأة سرد قائمة شكاياتها، التي دائما هي ،،
كلب واحد كاف، أكثر من كاف. نبهت المرأة زوجها:"
ما من داع للمزيد منهم." استمع إليها دون أن يفوه بكلمة. تلك هي
عادته. كانت حياته فارغة و كان يريد أن يملأها على نحو يسره،
و يسره هو فقط. بعد قدوم أول حيوان قدم آخرون، ما مجموعه أربعة
تقريبا، و كانت زوجته تتذمر كلما شعرت بضرورة ذلك. كان دائما يستمع
لكل كلمة تقولها لأنه لم يكن لديه خيار، و لكنه لم يدخل في جدال
مطلقا .
اعتاد أن يؤكد لنفسه:" ستدركين ذات يوم.
ذات يوم." لم يشأ مجابهة زوجته بذلك، وإنما انتظر أن تتوصل إلى
النتيجة بنفسها. عاشا وحيدين منذ ليلة زفافهما. تذكر قولها له بشيء من
الفخر:" سنصبح سعداء و نحن محاطون بالأطفال الذين سوف يكونون شبيهين
بنا. الأطفال لطفاء. إنهم نعمة إلهية. سنملأ بهم البيت."
" فعلا يا حبيبتي." يتذكر إجابته لها، رغم أنه لم يشعر مطلقا بأي ميل خاص لفكرة أن يكون أبا.
" أتمنى لكما أن تنجبا توأما، طفلا و طفلة." يتذكر قول أحد ما في حفل الزفاف. و كرر ذلك كل من سمع النخب.
انقضت
السنون الطوال كلمح البرق دون أن تجلب أي أطفال. مكث سكون ليلة الزواج
في مكان ما داخل جدران البيت و ظل ينشر نفوذه بشكل يجعل الزوجين
يخوضان أحيانا خلافا حول لا شيء.
" أنت التي تبدأين دائما.
دائما أنت." يدمدم الرجل، شاعرا بالرضى عن نفسه لكونه، على الأقل،
لم يسمح للسانه أن يأخذه بعيدا.
" دائما أنا، تقول؟. ربما
أنا أبدأ، و لكن دائما أنت تواصل." و على نحو يشبه تأدية الواجب
تواصل المرأة سرد قائمة شكاياتها، التي دائما هي ،،
الاثنان
يبدآن و الاثنان يواصلان. الجاني الحقيقي في مكان آخر، و
هما يدركان أنهما إنما يتعاركان لأنه ما من شيء آخر يفعلانه. كان
الرجل يعتقد لو أن زوجته تمكنت من أن تدرك بعد كل هذه السنوات من الزواج
أن البيت شديد الاتساع بالنسبة لزوجين مثلهما و أن الصمت يكون مرعبا
أحيانا، فإنها ستتمكن من القبض على ما توصل إليه هو منذ زمن بعيد:
الحيوانات أصدقاء ممتازون للإنسان.
انفجر فيه غضبها ذات مرة:"
أصدقاء ممتازون، أصدقاء ممتازون، ماذا ستقول لي أيضا؟." كان
يحاول أن يبرر الجلبة التي كانت تحدثها الكلاب. كان في أعماقه
يريد أن يهدئها. و لكنه لم يستطع أن يجعلها تتوقف. كان
دائما يدافع عنها. " ما دمت أنا هنا فلن ينقصك شيء. يمكنك أن
تأكلي من حصتي." قال في صمت.
عندما ظلت المرأة طريحة الفراش
لفترة شعرت الكلاب بالاختلاف الحادث في المنزل. فلقد كانت هناك نظرات
ازدراء أقل، و قدر أقل من الجدالات التي كانت تزعجها و أحيانا
تخيفها. لقد فهمت ما كان يدور، لكنها احتفظت بقلقها لنفسها. و حين
ماتت المرأة حزنت عليها رغم كل شيء و أخذت تمضي مع سيدها وقتا أطول من
قبل. لاحظت فورا أنه لم يعد مثلما كان.
" ما الذي اعتراك؟. ما الذي اعتراك؟." رغبت في أن تسأله ذلك، و لقد سألته فعلا، بأعينها.
قال للكلاب الأربعة في جدية:" زوجتي ماتت. أ تعلمون ما هو
الموت؟. هي لم تكن مغرمة بكم، هذا صحيح، و لكن الآن عليكم أن
تنسوا كل ذلك و تسامحوها. ما فات مات، و عليكم أن تقوموا بالحداد
عليها، على الأقل إكراما لي." كانت متجمعة حوله متضامة إلى بعضها على
الهيئة التي تنام بها في الليالي الباردة. راقبته منتظرة أن
ينهي كلامه متلفتة إلى بعضها كما لو أنها كانت تقر بخصوصية هذه
المناسبة و، إلى حد ما، غرابتها.
" أعرف نظرة الحداد التي
في أعينكم، حتى عندما تتقافزون سعداء. اليوم أنتم إلى حد ما أكثر
حزنا من المعتاد ، أليس كذلك؟.". سألها بصوت رقيق عطوف ألفته منذ أن
وجدها متروكة وحيدة في الشارع، جراء صغيرة تخلت عنها حتى أمهاتها.
مرر يده على وجه كل كلب منها، فأخرجت كلها ألسنتها لتعرب له عن
حبها. كل يحب بطريقته؛ تلك هي قيمة الحب.
" أعرف، أعرف
أنكم تحبونني، ربما أكثر مما أحبكم.— أ لا ترين يا امرأة؟. أنا
أستحق الحب أيضا." قال. لكنها لم تسمعه. لو أنها سمعته لكانت هزئت
به.
انقضت فترة الحداد. بالنسبة للكلاب أولا، ثم للرجل. لم
يظهروا أبدا سعداء بشكل صاخب، و لكن كان يمكن للكلاب أن تعود إلى
الطواف بالبيت على هواها، و كان يمكن للرجل أن يهتم بها نهارا دون
أن يتصور صوت زوجته و هي توبخه من بعيد:" أنت مجنون بهذه الوحوش،
و نسيتني أنا. هل أنا بالنسبة إليك أقل أهمية من الحيوان؟.". و
لكنه كان قد توصل إلى الاقتناع أن الجميع أقل من هذه الحيوانات و أنه ما
من مخلوق آخر أكثر منها عظمة.
للمرة الأولى في حياته يحس بأنه
الحاكم المطلق لبيته. ما من أحد يتذمر إذا ما نبحت الكلاب، ما من
أحد يعاركه إذا ما أخذت تطارد بعضها من ركن من أركان البيت إلى آخر، و
لا أحد يوبخه:" لا تحضر إلى هنا كلبا آخر!.". سرعان ما تبدل إيقاع
حياته القديم، تغير استعمال الغرف ليلبي احتياجاته و خططه
المستقبلية. فضاءات جديدة، ضيوف جدد، و العكس. لا شيء في البيت
ظل على ما هو عليه فيما عدا الصور القديمة التي لم تدع الحاجة إلى
إنزالها، و المطبخ و غرفة النوم، اللتين كانتا تتلاءمان مع مآربه
بشكل جيد. رغب في نسيان الماضي و المضي قدما، كل زاوية و ركن،
كل قطعة من الأثاث القديم كانت تذكره بزوجته الراحلة. حتى الروائح،
حتى الصمت الذي يخيم فجأة في ساعات معينة من النهار. فهي ما زالت
موجودة هناك في مكان ما، على نحو ما.
لكن لم يكن وضع الماضي
خلفه هو أكثر ما يشغله. أخذ عدد الكلاب يزداد. كل قادم جديد
يتطلب، بمجرد دخوله البيت، إحداث تعديلات معينة" الأصدقاء العظام
يستحقون كل الراحة." يقول، و لم يكن يوجد أحد حتى يعترض عليه.
يخرج في الصباح الباكر متأبطا كيسا فارغا مفتشا في الجوار بعناية.
توجد دائما بقايا أرغفة في صناديق القمامة، و أحيانا عدد قليل من قطع
اللحم و بعض العظام، و بقايا أخرى تم إلقاؤها. و كان من حسن حظه أيضا
و جود طعام ملقى في الشارع من قبل أشخاص لا يكترثون بقوانين النظافة.
هناك أشخاص آخرون ذوو نوايا طيبة:يفرشون صحيفة فوق صندوق القمامة الذي
أمام بابه و يضعون فوقها بقايا الطعام مفصولة عن باقي القمامة.
أحيانا تسبق حيوانات أخرى متشردة إلى المكان و تفرغ محتويات الأوعية
على الرصيف. بعض الجيران يعرفونه جيدا فيتذكرونه أحيانا: طرقتان على
الباب، يذهب الرجل ليفتح فيجد أطفالا باسمين و بأيديهم لفائف عوملت
بعناية.
" شكرا لك، شكرا جزيلا. قل لأمك شكرا.". يأخذ
اللفائف من أيدي الأطفال و يبدأ في إزالة ورق الصحف الملفوفة به،
مغمغما لنفسه بشيء ما. يبقى الأطفال واقفين، فيدعوهم للدخول. ليس
الجميع مرتاحين للكلاب، و بعض الأطفال يخافون فيمكثون في الخارج
يراقبون عبر قضبان مستعرضة في الباب. معظمهم يدخلون، رغم كل
شيء، بثقة مفاقمين حجم الضجة الجارية.
" انظر، ذلك لم يكن
هنا بالأمس.". قال أحد الأطفال. أجاب الرجل بهدوء:" نعم. ذلك
وجدته في الحديقة. لا يمكنك أن تتصور كم كان جائعا. حممته، و
انظر إليه الان، حالته جيدة كقادم جديد."
كان أينما يجد الكلاب
يحضرها إلى البيت. يمكن أن تكون في أي مكان. و كان يطوف
المنطقة بكاملها باحثا في كل شارع و زقاق من القرية. يقفل شفتيه على
هيئة دائرة ضيقة و يصفر. فتأتيه راكضة، عندها يقوم بالتربيت عليها
واضعا المقود القديم الذي يحمله معه حول أعناقها. بعض الكلاب يحضرها
إلى بيته آباء غاضبون من أبنائهم الذين عادوا إلى البيت بكلب متشرد.
كان الآباء يقولون لأبنائهم:" لا أريد وجود حيوانات في البيت!.". كانت الكلمات و نبرة الصوت هي ذاتها دائما.
و
كان كل صبي تقريبا ينفجر باكيا، يضرب قدميه بالأرض، يهدد
بالامتناع عن الطعام، ويجرجر نعله على الأرض كي يمزقه تعبيرا عن
امتعاضه.
" إذا مزقت نعلك فستسير به كما هو. لا أريد كلابا في
البيت!.". يقبض الأب على الجرو و يأخذه إلى العجوز. بعض الأطفال
يجدون عزاء في ذهابهم، في العطلة من المدرسة أو بعد عودتهم إلى
البيت مساء، إلى بيت العجوز كي يلاعبوا كلابهم.
الجيران لم
يشتكوا أبدا تقريبا. مرة فقط قامت إحدى العجائز بإبلاغ الشرطة.
ذهبت، دون أن تعلم أحدا، إلى مركز الشرطة في فترة متأخرة من
المساء، رغبت في التحدث إلى المفتش مباشرة و طالبت بإبعاد الكلاب.
بعد ذلك بيومين سلم الشرطي المسؤول عن القرية الرجل إنذارا.
يبدآن و الاثنان يواصلان. الجاني الحقيقي في مكان آخر، و
هما يدركان أنهما إنما يتعاركان لأنه ما من شيء آخر يفعلانه. كان
الرجل يعتقد لو أن زوجته تمكنت من أن تدرك بعد كل هذه السنوات من الزواج
أن البيت شديد الاتساع بالنسبة لزوجين مثلهما و أن الصمت يكون مرعبا
أحيانا، فإنها ستتمكن من القبض على ما توصل إليه هو منذ زمن بعيد:
الحيوانات أصدقاء ممتازون للإنسان.
انفجر فيه غضبها ذات مرة:"
أصدقاء ممتازون، أصدقاء ممتازون، ماذا ستقول لي أيضا؟." كان
يحاول أن يبرر الجلبة التي كانت تحدثها الكلاب. كان في أعماقه
يريد أن يهدئها. و لكنه لم يستطع أن يجعلها تتوقف. كان
دائما يدافع عنها. " ما دمت أنا هنا فلن ينقصك شيء. يمكنك أن
تأكلي من حصتي." قال في صمت.
عندما ظلت المرأة طريحة الفراش
لفترة شعرت الكلاب بالاختلاف الحادث في المنزل. فلقد كانت هناك نظرات
ازدراء أقل، و قدر أقل من الجدالات التي كانت تزعجها و أحيانا
تخيفها. لقد فهمت ما كان يدور، لكنها احتفظت بقلقها لنفسها. و حين
ماتت المرأة حزنت عليها رغم كل شيء و أخذت تمضي مع سيدها وقتا أطول من
قبل. لاحظت فورا أنه لم يعد مثلما كان.
" ما الذي اعتراك؟. ما الذي اعتراك؟." رغبت في أن تسأله ذلك، و لقد سألته فعلا، بأعينها.
قال للكلاب الأربعة في جدية:" زوجتي ماتت. أ تعلمون ما هو
الموت؟. هي لم تكن مغرمة بكم، هذا صحيح، و لكن الآن عليكم أن
تنسوا كل ذلك و تسامحوها. ما فات مات، و عليكم أن تقوموا بالحداد
عليها، على الأقل إكراما لي." كانت متجمعة حوله متضامة إلى بعضها على
الهيئة التي تنام بها في الليالي الباردة. راقبته منتظرة أن
ينهي كلامه متلفتة إلى بعضها كما لو أنها كانت تقر بخصوصية هذه
المناسبة و، إلى حد ما، غرابتها.
" أعرف نظرة الحداد التي
في أعينكم، حتى عندما تتقافزون سعداء. اليوم أنتم إلى حد ما أكثر
حزنا من المعتاد ، أليس كذلك؟.". سألها بصوت رقيق عطوف ألفته منذ أن
وجدها متروكة وحيدة في الشارع، جراء صغيرة تخلت عنها حتى أمهاتها.
مرر يده على وجه كل كلب منها، فأخرجت كلها ألسنتها لتعرب له عن
حبها. كل يحب بطريقته؛ تلك هي قيمة الحب.
" أعرف، أعرف
أنكم تحبونني، ربما أكثر مما أحبكم.— أ لا ترين يا امرأة؟. أنا
أستحق الحب أيضا." قال. لكنها لم تسمعه. لو أنها سمعته لكانت هزئت
به.
انقضت فترة الحداد. بالنسبة للكلاب أولا، ثم للرجل. لم
يظهروا أبدا سعداء بشكل صاخب، و لكن كان يمكن للكلاب أن تعود إلى
الطواف بالبيت على هواها، و كان يمكن للرجل أن يهتم بها نهارا دون
أن يتصور صوت زوجته و هي توبخه من بعيد:" أنت مجنون بهذه الوحوش،
و نسيتني أنا. هل أنا بالنسبة إليك أقل أهمية من الحيوان؟.". و
لكنه كان قد توصل إلى الاقتناع أن الجميع أقل من هذه الحيوانات و أنه ما
من مخلوق آخر أكثر منها عظمة.
للمرة الأولى في حياته يحس بأنه
الحاكم المطلق لبيته. ما من أحد يتذمر إذا ما نبحت الكلاب، ما من
أحد يعاركه إذا ما أخذت تطارد بعضها من ركن من أركان البيت إلى آخر، و
لا أحد يوبخه:" لا تحضر إلى هنا كلبا آخر!.". سرعان ما تبدل إيقاع
حياته القديم، تغير استعمال الغرف ليلبي احتياجاته و خططه
المستقبلية. فضاءات جديدة، ضيوف جدد، و العكس. لا شيء في البيت
ظل على ما هو عليه فيما عدا الصور القديمة التي لم تدع الحاجة إلى
إنزالها، و المطبخ و غرفة النوم، اللتين كانتا تتلاءمان مع مآربه
بشكل جيد. رغب في نسيان الماضي و المضي قدما، كل زاوية و ركن،
كل قطعة من الأثاث القديم كانت تذكره بزوجته الراحلة. حتى الروائح،
حتى الصمت الذي يخيم فجأة في ساعات معينة من النهار. فهي ما زالت
موجودة هناك في مكان ما، على نحو ما.
لكن لم يكن وضع الماضي
خلفه هو أكثر ما يشغله. أخذ عدد الكلاب يزداد. كل قادم جديد
يتطلب، بمجرد دخوله البيت، إحداث تعديلات معينة" الأصدقاء العظام
يستحقون كل الراحة." يقول، و لم يكن يوجد أحد حتى يعترض عليه.
يخرج في الصباح الباكر متأبطا كيسا فارغا مفتشا في الجوار بعناية.
توجد دائما بقايا أرغفة في صناديق القمامة، و أحيانا عدد قليل من قطع
اللحم و بعض العظام، و بقايا أخرى تم إلقاؤها. و كان من حسن حظه أيضا
و جود طعام ملقى في الشارع من قبل أشخاص لا يكترثون بقوانين النظافة.
هناك أشخاص آخرون ذوو نوايا طيبة:يفرشون صحيفة فوق صندوق القمامة الذي
أمام بابه و يضعون فوقها بقايا الطعام مفصولة عن باقي القمامة.
أحيانا تسبق حيوانات أخرى متشردة إلى المكان و تفرغ محتويات الأوعية
على الرصيف. بعض الجيران يعرفونه جيدا فيتذكرونه أحيانا: طرقتان على
الباب، يذهب الرجل ليفتح فيجد أطفالا باسمين و بأيديهم لفائف عوملت
بعناية.
" شكرا لك، شكرا جزيلا. قل لأمك شكرا.". يأخذ
اللفائف من أيدي الأطفال و يبدأ في إزالة ورق الصحف الملفوفة به،
مغمغما لنفسه بشيء ما. يبقى الأطفال واقفين، فيدعوهم للدخول. ليس
الجميع مرتاحين للكلاب، و بعض الأطفال يخافون فيمكثون في الخارج
يراقبون عبر قضبان مستعرضة في الباب. معظمهم يدخلون، رغم كل
شيء، بثقة مفاقمين حجم الضجة الجارية.
" انظر، ذلك لم يكن
هنا بالأمس.". قال أحد الأطفال. أجاب الرجل بهدوء:" نعم. ذلك
وجدته في الحديقة. لا يمكنك أن تتصور كم كان جائعا. حممته، و
انظر إليه الان، حالته جيدة كقادم جديد."
كان أينما يجد الكلاب
يحضرها إلى البيت. يمكن أن تكون في أي مكان. و كان يطوف
المنطقة بكاملها باحثا في كل شارع و زقاق من القرية. يقفل شفتيه على
هيئة دائرة ضيقة و يصفر. فتأتيه راكضة، عندها يقوم بالتربيت عليها
واضعا المقود القديم الذي يحمله معه حول أعناقها. بعض الكلاب يحضرها
إلى بيته آباء غاضبون من أبنائهم الذين عادوا إلى البيت بكلب متشرد.
كان الآباء يقولون لأبنائهم:" لا أريد وجود حيوانات في البيت!.". كانت الكلمات و نبرة الصوت هي ذاتها دائما.
و
كان كل صبي تقريبا ينفجر باكيا، يضرب قدميه بالأرض، يهدد
بالامتناع عن الطعام، ويجرجر نعله على الأرض كي يمزقه تعبيرا عن
امتعاضه.
" إذا مزقت نعلك فستسير به كما هو. لا أريد كلابا في
البيت!.". يقبض الأب على الجرو و يأخذه إلى العجوز. بعض الأطفال
يجدون عزاء في ذهابهم، في العطلة من المدرسة أو بعد عودتهم إلى
البيت مساء، إلى بيت العجوز كي يلاعبوا كلابهم.
الجيران لم
يشتكوا أبدا تقريبا. مرة فقط قامت إحدى العجائز بإبلاغ الشرطة.
ذهبت، دون أن تعلم أحدا، إلى مركز الشرطة في فترة متأخرة من
المساء، رغبت في التحدث إلى المفتش مباشرة و طالبت بإبعاد الكلاب.
بعد ذلك بيومين سلم الشرطي المسؤول عن القرية الرجل إنذارا.
ام ايمانعضو مجتمع حروف
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 45
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 01/03/2015
رد: قصة قصيره.. أفضل أصدقاء الإنسان
الإثنين 2 مارس 2015 - 20:35
لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل[size=32][size=32]
[/size][/size]
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل[size=32][size=32]
[/size][/size]
- Sa3B 2nSaKمؤسس مجتمع حروف
- [ ڪِتـابَاتِيّ : 6440
[ جِنسك :
- [ آلتًسجيلٍ » : 09/07/2013
رد: قصة قصيره.. أفضل أصدقاء الإنسان
الإثنين 2 مارس 2015 - 21:35
شكرا لمرورك :-)
أنرتي
أنرتي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى