قصة قصير جدا ~ جدتي ماتت ~

طفلة تنظر بفضول لجدتها التي تتوضأ للصلاة وتردد(يارب ياحبيبي..تأخرت..تأخرت)..
تفكر الطفلة : لماذا تأخرت والمسجد للتو اقام الصلاة؟!
إنه شوقها لربها الذي أعيا طفلة السابعة ان تفهمه ..
....
كانت تعرف ابناءها وكل احفادها وابناء احفادها ..
تعرف مايحبه كل واحد وما يكرهه ..
هي لم تعد هنا الآن .. هم فقدوا جميعا ذلك الترف ..
....
كانت تتألم وتريد ان ترتاح ..
كانت تتألم ويريدونها ان ترتاح ..
لكنهم يحبونها ..و حبهم اورثهم جشعاً لحياة اطول معها .. بدون ألم ..
....
..امرأةُ بسيطةوافتها المنية..
ومن رحمته سبحانه لم يكن هناك جنازة غيرها في بقية الجوامع ..
فاجتمع اهلها مع طالبي الأجر..جموع غفيرة ..
.....
حين دفنوها .. ذهب ابنها الاكبر الى قبر ابيه ..
وهتف: السلام عليكم يا آبي .. لقد جاءتك أمي .. :"(
.....
احدهم يفتقد اتصالها للاطمئنان على وصوله منزله ..
احدهم ربته جدته .. حتى باتت اغلى من نور عينيه ..
احدهم انهار حزنا اليوم .. :"(
.....
.. إنه صباح جديد آخر..صباح يمتلئ بضجيج السيارات..تغاريد العصافير..مايكروفونات المدارس..
صباحُ آخر لا يشعر فيه احد بفقيدتنا..سوانا..
.....
بالامس كان العزاء في منزل عمي .. كنا جميعا..بكينا وتجاوزنا الامر رويدا رويدا ..
اليوم العزاء في منزلنا بالرياض .. رأيت كم كان الامس مساعدا..
.....
اخوين غير شقيقين في عزاء والدة احدهما..يقول الابن لاخته:أترين أمي وأمك التقوا الآن !؟
ابتسمت وقالت: آآه ربما يتشاجرون على ابي!
.....
مازالوا يشعرون بأن مايلحق بإسمها يجدر به ان يكون (الله يعظم اجرها) ..
بدلا من (الله يرحمها ويغفرلها) ..
مازالت روحها حية بينهم ..
.....
امس كلمتني(لميس)تعزيني بوفاة جدتي..
لميس زاملتني بمستوى دراسي واحدفقط..
وهي الوحيدة من كل صديقاتي وزميلاتي التي اتصلت..
البقية اكتفوا برسالة..
.....
إنها المرة الاولى التي اعيش فيها هذه اللحظات ..
خبر الوفاة .. الصلاة على جدتي .. العزاء في المسجد .. ثم في البيت ..
مؤلمة .. مؤلمة جداً :"(
....
جدتي ماتت ..

هذا خاطئ .. لم تكن حياتها قصة قصيرة ابداً ..
حياة طويلة زاخرة .. اثمرت خمسة ابناء .. والكثير الكثير ممن يحبها~