- جوقة الهذيان .. (1)

،

مدخل .. /
ما دام اليوم ظل الأمس ، فلم إذاً نقتل الغد بخناجره .

،

ــــــــــــــــــــــــ
حبيبتي ، طفلتي ..
آخر ما تبقى من عطور الشمال ..
و أول غصةٍ مرت على قلبي ،
- انتِ كما انت ،
لا ليل يعبث في دير وجهك..
لا شمعة قد تثير نهار الملامح ..
وجهكِ الشمس .. نواة الحقائق ..
جلدي الأسمر .. حنطة الدرويش ..
نار العشيق المعلّق ..
دائم الشوق .. سيان لديه ./
اختلاف الكفوف ..
لون بطني و ظهري .. حروق السماء ..
هكذا جئت ، لا شيء يمنعني أن أكون ..
فأنا الميت أصلاً .. منذ ميلاد روحي ..
داخلي نطفة حافية ..
جلدي الأسمر .. حنطة الدرويش ..
غرقٌ في جنتي الخضراء ..
في قاع الأماني الصافية ..
و السموات التمني ، مثقلة ..
بالهواء العذب ..
إن لم تغترف منه .. تخيله !
و لو واحدة ..
ربما كانت الآمال أصلاً ..
من خيال ..
ربما ..

ــــــــــــــــــــــــ
- أقف أمام عينيكِ ..
و الملح الجاري يذهلني ..
اسئل . عن لون مريم أخرى ..
ترى هل تكون السماء بنفس الغيوم هناك ؟
و كيف يعيش الظل بدون الشموس !
و كل الشموس تعب ..
لا تعب !
كل شيءٍ هناك جديد ..

ــــــــــــــــــــــــ
كيف تبكين ؟ وردتي !
كيف لا تفرحين ..؟
ألست حبيبك ؟
ألست الذي علّمكِ الرماية ثم انثنى
لتصير مراسم دفني سهاماً تصيب الحقيقة ..
و.. يصفو بنا موج هذا الزمان الغريب ..
..
ألا تذكرين ؟
يداكِ الفصول .. تفيض ..
و موت الزهور .. طبيعة ..
تركتي بقلبيَ هذي الحروف ..
ثم رحلتي .. إلى أين ؟
هل تعلمين ؟
إلى الموت بعدي ..
فلستِ سوى قطعةٍ من ضلوعي ..
و قولي كما قال بعض العواذل ..
" نرجسي "
فلست أبالي ..
و قبل قليل ..كذلك أنتِ ..
لم تكوني تبالي .